Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

نقد الاعلام

جابر القفصي
باحث في علم الإجتماع

لا احد يجرؤ على المطالبة بتكميم افواه الصحفيين والاعلاميين ومحاصرة حرية التعبير وفرض  نمط التزلف والنفاق ومدح الحاكم بأمره. هذا امر مستحيل التفكير فيه بعد ثورة الكرامة والحرية التي جعلت كل اطيلف الشعب التونس تخرج من عقالها وتتنفي  نسيم الحرية وتتمرد على كل ما هو اوامر وسلطة قامعة وارادة لفرض اجندات خاصة بالقوة.
ولكن هنالك شبه اتفاق بين العديد الاطراف على ان الاعلام يحتاج الى اصلاح وانه لم يستوعب مثل كل قطاعات المجتمع طبيعة التحديات المطروحة وخصوصيات المرحلة وضرورة القطع مع آليات الماضي المبنية على  الهجوم والدفاع حتى وان تغيرت المواقف وانقلبت فاصبح الهجوم المتحيز والمفتقر لكثير من الموضوعية على الحكم  والدفاع احيانا بسذاجة وبراءة سخيفة عن كل ما هو معارضة للحكومة ولتيار  فكري ثقافي سياسي معين الا وهو التيار الاسلامي الذي مازال يمثل في لاوعي الكثير بعبعا وخطرا يجب مقاومته ودحره بدل التعامل معه كجزء من الواقع الجديد والتفاعل معه بدون خلفيات واحكام مسبقة من ماضي سحيق تجاوزنه الاحداث. وربما هذا ما ادى مساهمة الاعلام من حيث يشعر او لا يشعر في النفخ في بعض القضايا الاديولوجية والحزبية وجعلها قضايا رأي عام ذات اولوية مطلقة على حساب التحديات الحقيقية للثورة من تشغيل وتنمية جهوية ونطهير المنظومات الامنية والقضائية والادارية والمياهمة في خلق كتلة تاريخية متعاضدة ومتكاتفة خلال هذه المرحلة الانتقالية لتسهيل انطلاق البلاد من جديد علىالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتقدم اشواط مهمة في تحقيق اهداف الثورة والنقلة النوعية بالمجتمع والدولة. نحن كنا ننتظر ان تقرب الثورة بين التونسيين والفصائل السياسية التي كانت تعيش نفس الاوضاع المزرية من قمع وتهميش وحصار فاذا بنا نبدع في تقسيم المجتمع وخلق استقطابات جديدة بين اسلاميين ولائكيين وبين الجهات الداخل والساحل وبين عروش وبين عاطلين وغير عاطلين واذا بقيم هدامة تطفو الى السطح مثل قيم الانانية والبلطجة والتخريب وايقاف المصالح العمومية والتحريض ضد بعضنا البعض وبث اليأي والريبة في كل شيء. هذا ربما لا يساعد على خلق عقلية ايجابية  تؤمن بالفعل والعمل على الميدان والمثابرة والمكابد وطول النفس حتى تتحقق النتائج المرجوة بدل الانتقادة والرؤية الكارثية التي تصل حد الدعوة الى العصيان المدني والرفض المطلق لكل ما هو موجود. المنظومة الاعلامية تغيرت كثيرا واصبحت فيها جرعة من الحرية لا ينكرها الا جاحد ولكن الاصلاح الهيكلي للقطاع وتكوين لجان مختصة في مختلف فروع الاعلام  والاتفاق على مدونة سلوك وميثاق شرف للمهنة وطريقة ديمقراطية وعقلانية وقانونية للمراقبة والمحاسبة ومعالجة التجاوزات دون شيطنة او دفاع اعمى بعقلية قبلية عشائرية  على زملاء المهنة.  كل هذا ما زال لم ينجز بعدز واتصور انه بدون اعلام مواكب لروح الثورة ومتفاعل ايجابيا مع خصوصيات المرحلة التاريخية وقادر على صنع رأي عام له ثقة في الثورة وفي المستقبل وراغب في تسويق ايجابيات ومنجزات دولة الجمهورية الثانية والمؤسسات المنتخبة وترتيب الاولويات والرهانات  ولما لا تتحول اخدى القناتبن الى اخباريى  منخصصة على منوال قناة الجزيرة تساهم قي صنع رأي عام وطني واعي والضغط على الحكومة عند الاعوجاج وفسح المجال لكل الحساسبات والتوجهات ولاسينا الشبابيى ةفي الجهات

ولا شك انه لن تنجح الثورة في تحقيق اهدافها ولن يكون هنالك اصلاح جذري لاوضاعنا في جميع المجالات وسنكون مهددين في كل وقت بوقوع انتكاسات لا تحمد عقباها ... بدون اصلاح المنظومة الاعلامية التي يجب أن تكون سلطو فاعلة وموضوعية  ومساعدة لا معطلة لتحقيق اهداف الثورة والنهوض بالوضع. وهذا يتطلب بالطبع تعاون وحوار وتنسيف بين الاعلاميين والسياسيين والمثقفين ورجال الفكر لبلورة استراتيجية مستقبلية تكون بمثابة خارطة الطريق للبلاد جميعا ولا لحزب او تيار فقط على الاقل طيلة الخمس سنوات المقبلة

جابر القفصي
باحث في علم الاجتماع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق