Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

راشد الغنوشي يستقبل رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا


اجتمع رئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، الحاكم في موريتانيا، محمد محمود ولد محمد الأمين، مساء أمس في تونس مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في مقر حزبه.
ودعا رئيسا الحزبين الحاكمين في تونس وموريتانيا حكومتيهما إلي المزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين في سبيل "تفعيل" مختلف مسارات علاقات التعاون والتكامل على المستويين الثنائي والمغاربي.
وقدم رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي في نهاية اللقاء هدية تذكارية لرئيس حزب الاتحاد محمد محمود ولد محمد الأمين متمثلة في العلم التونسي وشعار حركة النهضة.
وكان ولد محمد الأمين قد غادر نواكشوط قبل يومين متوجها إلى بيروت مرورا بتونس، للمشاركة في مؤتمر زعماء "الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط " الذي سينعقد يومي 26 و27 من شهر يناير الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت.

السلفية الدعوية في تونس والمنهج الانقلابي

جابر القفصي
باحث في علم الاجتماع
"ان التحدي الأكبراليوم هو ليس إثبات إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، بل إثبات ان المسلمين صالحون لزمانهم ومكانهم"
هنالك اليوم توجس وخوف وريبة وتهويل واختراق لسلوكيات ومواقف بعض الشباب السلفي الذي يتصرف، بعد انتصار الثورة المباركة في تونس، في بعض الأحيان وكأنه وصي على الدين والبلاد والعباد. وعليه يهمّنا أن نسوق الملاحظات التالية:
1] لقد ساهم هذا الشباب في إحداث انقلابات في المساجد وذلك بإلغاء الظهر الثاني والجمعة الثانية ودعاء القنوت في صلاة الصبح وعزل الأئمة، وفرض أئمة من صفوفه فرضا على المصلين، انسجاما مع القنوات الفضائية الوهابية التي تركز على محاربة البدع وعلى فهم حرفي سطحي طقوسي للدين الذي لا يخالف العرف ان كان صالحا. قال تعالى " وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"  وكلمة "المعروف" هي مشتقة من العرف أي ما تعارف عليه الناس من الأمور النافعة والمعقولة والمقبولة اخلاقيا. وأخشى أن تفهم هذه المداهمات على انها نجاح في فرض الأمر الواقع وتكريس لمنطق فرض الرأي بالقوة على الجميع، وأن المصلين غير قادرين على التصدي لهم.
2] لقد تجاوزت هذه التدخلات والاختراقات فضاء المسجد لتصل الى الشارع والمستشفى والمعاهد والمقابر والأسواق والخمارات... لتسعى لفرض نمط من السلوك والمظهر والنشاط  فرضا والإيحاء بإمكانية استعمال القوة والشدة، واستعراض العضلات الجهادية الدعوية بإسم لا خوف الا من الله وضرورة فرض تحكيم شرع الله، وعدم الاعتراف بالقانون الوضعي الذي هو من صنع البشر والذي يحل ما حرم الله. في حين ان الله تعالى يقول " وجادلهم بالتي هي أجسن" " ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك" " أفتكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"
3] تنم هذه السلوكيات [التي ليس لها أية شرعية اجتماعية أو مؤسساتية أو قانونية معترف بها] عن ذهنية انقلابية تصادمية واحتكارية، تريد فرض دون نقاش ولا جدال قراءة معينة على المسلمين وجمهور المصلين كأمر واقع،  عبر اختطاف المساجد والمنابر والقرآن والسنة، لاحتكار الكلام باسم الدين واتهام كل من يخالفهم بالجهل بأمور العقيدة آو التآمر عليه. في حين أن المنهج القرآني بقوم على الحوار والجدل وتعدد الرؤى وقبول الآخر ولذلك يقول الله تعالى متحدثا عن الكفار " قل انّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" "لا نسأل عما أجرمنا [متحدثا عن المسلمين] ولا تسألون عما تفعلون [ متحدثا عن الكفار] [ولو لا دفاع الله بعضهم ببعض لفسدت الأرض]
4]  يعيدنا هذا الخطاب الديني لنمط تفكير الخوارج التكفيري، وهي أول طائفة متطرفة في الإسلام وباسم الإسلام. فقد كانوا يعتقدون دائما – مثلما هو حال السلفيون اليوم- أن الحق معهم وأن مخالفيهم في ظلال مبين إلى درجة إقدامهم بكل براءة الايدولوجيا على سفك دم الإمام علي كرم الله وجهه، وإحلال دم كل من المسلمين من أتباع  علي ومعاوية. وكانوا اذا صادفوا مسلما من غير ملّتهم قـتلوه وإذا صادفوا مشركا أو مسيحيا او يهويا تركوه رغم قوله تعالى " ومن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنهما أحي الناس جميعا". وهكذا نتبين إلى أي حد يؤدي الفهم الحرفي البريء اللاعقلاني للدين وللقرآن الى ارتكاب افضح الجرائم الا وهي القتل. هو تصور حدّي منغلق ومتطرف للدين: أما أبيض أو أسود، إما مؤمن كما يريدون هم أو كافر، وكأن الإسلام بعث لحفنة من الناس أو حيّ او قرية نائية، ولم يبعث للعالمين أي لكل الشعوب في كل الأزمان وبالتالي عليه أن ان يكون مرنا وقابلا لتأويلات وتطبيقات مختلفة حتى يستوعب تنوع وتعدد عادات وعقليا وأنماط تفكير مختلف الشعوب. الله تعالى " وما اريد أن اخالفكم في ما دعوكم اليه ان اريد الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله "
5] ان الآلية الذهنية التي استعملها الخوارج استعملها كل المتطرفين باسم الدين من بعدهم،  وهي آلية تقمص أدوار ووضعيات سابقة من خلال الآيات القرآنية وكيفية تصرف الرسول [ص] مع خصومه من المشركين والكفار، ثمّ إعادة انتاج هذا التصرف حرفي وكأنهم فعلا في  زمن الرسول [ص] وأمام كفار قريش ويهود خيبر. فهم يعيشون تلك الوضعية التاريخية ويتمثلونها بكل تفاصيلها وحيثياتها،  فيصبح كل من خالفهم وعارضهم معارض للقرآن وللرسول بحكم ويصبح الصراع الاجتماعي والفكري صراعا مع الرسول والقرآن  لا صراع مع بشر مجبولين على الخطأ والنسيان والتحيز لأفكار مسبقة وغير مقدسة.  يقول الله تعالى مخاطلا الرسول [ص] "قل انما أنا بشر مثلكم [أي لست انسانا مقدسا بل بشر ككل البشر] يوحى الي انما الهكم اله واحد من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا [أي عمل صالح ومفيد ولم يقل العمل الصالح المحدد والمتفق عليه] ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"
6] أن نمط انتاج المعرفة عند المدرسة السلفية يقوم على آيات القرآن الكريم، فهي تنتقيها وتعزلها عن سياقها  وأسباب نزولها وتكاثر سبل تأويلها، لتطبقها حرفيا لصالحها وضد خصومها. فأتباعها يعتبرون الدين واحدا كما كان زمن النبي وأن "شر الأمور محدثاتها وكل محدثة [أي تجديد] بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"ز وبالتالي هم يضعون أنفسهم ضمنيا مكان النبي [ص] [لا  في عصرهم ومصرهم أي تونس القرن 21]، ثمّ يضعون من يخالفهم من المسلمين في موقع من كان يحارب النبي ويتآمر عليه قائلين لهم "أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". علما وأن العلماء عندهم ليسو المعاصرين لنا الآن ولا الحديثين،  بل الأقدمين وكلما كانوا أقدم كانوا أعلم وأنقى لأن الرسول [ص] يقول "خيرا لقرون قرني ثم الذي ليه ثم الذي يليه". ونسوا قوله تعالى "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" وأمة لا تعني الكفار في كل زمان ومكان بل بل شعب أو قوم ما في فترة تاريخية ما فالأمة الإسلامية في عقد العباسيين ليست هي الأمة الإسلامية في عهد العثمانيين والأمة الإسلامية في تونس في 2011 ليست الأمة الإسلامية في السعودية ولذلك يقول الله تعالى " لكل أمة أجل اذا أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
7] يتهم السلفيون خصومهم من الإسلاميين المعاصرين دائما بكونهم يقبلون شريعة الكفر البشرية العلمانية المستغربة ويستبدلون الدستور القرآني الرباني بدستور بشري وضعي علماني، فيطبقون قوانينه ويعطلون حدود وأوامر الله، ويخشون الناس ولا يخشون الله. وبالتالي يحق فيه قوله تعالى ومن "لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون" "...فأولئك هم الفاسقون" و"...فأولئك هم الظالمون". فهم لا يكفرون الناس مباشرة، ولكن من خلال الآيات. فمنهجهم يؤدي إذن مباشرة ورغما عن استقامتهم وتقواهم نواياهم الحسنة ومواقفهم المعلنة إلى تكفير أو على الأقل شيطنة من يخالفهم الرؤية للاسلام وكيفية قراءة النص القرآني. ، في حين يقول الله تعالى متحدثا عن إمكانيات تأويل القرآن وفهمه بطرق مختلفة ومتعددة ومستجدة "قل لو كان البحر مدادا [أي حبرا والعلماء يغمسون أقلامهم ويكتبون علوم القرآن]لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" وقد كان الرسول [ص] يقول في ما معناه "يأتي القرآن يوم القامة بكرا وكأنه لم يفسر أبدا" من فرط احتماله لتفاسير كثيرة تستوعب علوم كل الأزمنة والأمكنة، ويقول عمر ابن الخطاب "عليكم بشعر جاهليتكم ففيه تفسير كتابكم" ويقول الإمام علي يقول لأتباعه حين يجادلون مخالفيم من المسلمين "ولا تجادلوهم بالقرآن فأنه حمال أوجه".
8] هم يعتبرون أيضا المجتمع جاهليا ويحارب الإسلام  الصحيح [لا الملوث بالبدع حيث أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار]، الإسلام الذي يرفعون لواءه هم أنفسهم، هؤلاء الفتية المِؤمنة " إنهم فتية آمنوا بربهم وزادتهم هدى"، ويلاقون الصد والتنكيل والتشويه،  لا لشيء الا لأنهم "قالوا ربنا الله ".."ثم استقاموا". هنالك إيمان دغمائي  عقائدي بإمكانية امتلاك الحقيقة واعتبارها بصفة قطعية واحدة ووحيدة، وأنها بالضرورة عند الفئة المؤمنة الناجية [التي يمثلونها هم بالذات] من بين ثلاث وسبعين فرقة التي ستختلف إليها أمة الاسلام. وهو حديث الفرقة الناجية الذي شكك فيه الامام الأفغاني واعتبره من ضمن الأحاديث الموضوعة  التي لها أثر سلبي على حياتنا وعلى أزمة الحرية والديمقراطية في وجداننا الجمعي. وإن كان ذلك كذالك  فكيف نقرأ قوله تعالى " أنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" فهل طرق المعقولية والتفكير واحدة عبر الزمان والمكان؟ وكيف نفهم قول الرسول [ص] "اختلاف أمتي رحمة"؟ وكيف نفه اختلاف الصحابة الى حد التقاتل واختلاف الفرق وتكاثر الملل والنحل في التاريخ الاسلامي ام ان هذا التاريخ كله كفر وجاهلية طيلة أربعة عشرة قرنا؟
9]ان الاسلام بالنسبة أليهم بيّن وواضح وبسيط، وقد كفانا العلماء السابقين الذين توفوا منذ قرون عديدة عناء الاجتهاد وايجاد الحلول . وما علينا الا إتباع الآيات والأحاديث والأقوال الفقهية بطريقة حرفية بريئة. وبالتالي لسنا في حاجة الى العقل والفكر والتفلسف وتعقيد الدين. بل هم يعتبرون مقولة الفكر الاسلامي مقولة علمانية  يريد أن ينفذ منها أعداء الاسلام لتخريبه من الداخل. ولذلك هم يرفضون بكل تعسف السماح بتقديم محاضرات في الفكر الاسلامي في المساجد تجنبا للفرقة والاختلاف والصراع والغوغائية تاعا لقوله تعالى " وأم المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا". فالمساجد هي اذن للعقيدة والفقه وترويج الخطاب السلفي الذي هو وفق منظورهم  جوهر الدين وبالتالي يجب عزلعا عن كل ما هو فكر اسلامي وتجديد وثورة مفاهمية ووعي نقدي ومناظرة وحوارد وتدافع ثقافي. هي رؤية كنسية كهنوتية للدين تقوم على انسجام وخشوع شكلي اكثر مما تقوم على بناء وتدافع حضاري انساني خلاق. فلا مجال اذن لتمثل مثل هذه الآيات التي تدعو للتفكير والتأمل " وقل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"؟
10] ان جوهر الخطاب القرآني يقر أن هناك نوعان من العلم، علم لدني اي من لدن الله أنزله عبر الوحي والرسل، وعلم بشري تاريخي تراكمي، بواسطة القلم  [علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم]  وأن الانسان يطغى حين ينتصر لعلم ويستغني عن الآخر. أي من يتمسك فقط بالوحي والنقل ويستغني عن علوم الانسان يطغى ويتطرف ويسفك الدماء، مثل الخوارج والجماعات الاسلامية في الجزائر ومصر وباكستان وافغانستان... ومن يتمسك بعلم الانسان ويستغني عن الوحي يطغى في السلطة وفي الثراء وفي الفساد الأخلاقي والانحطاط الحضاري وقد لخص روجي غارودي أزمة الحضارة الغربية في انفصال العلم عن الحكمة اي عن الاخلاق والقيم
11] اذن باسم القرآن والسنة يمارس التطرف الديني على معارضيه إرهابا فكريا ونفسيا فيجعل – تماما كما فعل الخوارج- من الالتزام بالفرائض والأوامر والحدود والنواهي  بحذافرها وبطريقة كلية و حرفية جزء من الإيمان، ويحكمون  بالإقصاء والتهميش والضلالة على من يريد الاجتهاد وقراءة النص القرآني على ضوء الواقع المعيش تطبيقا لقوله صلى الله عليه وسلم "سددوا وقاربوا" و " استفت قلبك ولو افتوك" " ورفع عن أمتي ثلاث: الخطأ والنسيان وما اسنكرهوا عليه" و "من اجتهد [أي أيّ كان وليس العالم فط] وأصاب فله اجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد" ، وهكذا تغدو كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،  ويغدو كل من يخالفهم ويريد ان يعمل عقله وفكره ويبحث في مقاصد النصوص وروحها ومدى ارتباطها بظروف نزولها من "الرويبضة" اي المسلم التافه الذي ليس له علم شرعي ويتحدث في أمور العامة عامة المسلمين. فهل الإسلام ضد العقل وليس له ثقة في الإنسان الذي جعله خليفة الله في الأرض؟
12]  تقوم الاديولوجيا التكفيرية على اعتبار الخطأ دائما في رأي الخصم وحده، اما صاحب الاديولوجيا فهو مصيب دائما. وهذا التصور الدغمائي الوثوقي للحقيقة لا يشجع على الحوار والتواصل بل على التطرف والانقسام والاقتتال داخل نفس الايدولوجيا ونفس المذهب ونفس الدين مثلما نرى في باكستان وافغانستان والصومال والجزائر... حيث حضور الفرق السلفية فاعل ومكثف. ولكن التاريخ ينبئنا أن كل الفرق المتطرفة تنتهي بالاضمحلال والتهميش كما وقع للخوارج   ولسواهم من فرق التكفير والهجرة والدعوة والقتال وكل من يرفض الوسطية والاعتدال والتفاعل الايجابي مع الواقع الاجتماعي وقبول التطور والتقدم والاختلاف.ولذلك لم تنجح أية طائفة متطرفة في صنع التاريخ، بل ظلوا دائما على هامش التاريخ والأحداث مهما كانت منطلقاتهم وأديانهم وعقائدهم.
13] ان انتشار هذا النوع من الفكر والسلوك المتسم بالمغالاة والتعصب والانغلاق، والذي يسقط من حيث لا يدري في تسييس الدين والتعالي بالسياسة والخوض في الشأن العام من منطلقات ايمانية مقدسة وحدّية صارمة، هو نتيجة مباشرة  وضرورية لتطرف الدولة الاستبدادية التي ثار عليها الشعب التونسي. لأن التطرف في مستوى الدولة  يولد تطرفا في مستوى الحركات الاجتماعية. ولكن دخول تونس في عهد الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات  وتفعيل منظمات وجمعيات المجتمع المدني  سيكون أحسن وأفضل واقي ضد انتشار التطرف والفوضى ونزعة التمرد على القانون والسلطة الشرعية، خاصة وان هذا البلد قد عرف طوال تاريخه العربي الإسلامي بالوسطية والتسامح والتيسير وإعمال العقل في مقاصد الشريعة ومراعاة مقتضيات الواقع المعيش. فلا خوف على تونس لا مِن الفوضى ولا منْ التطرف مهْما كان لونه وشكله. قال تعالى "وكذالك جعلناكم أمة وسطا تؤمِنون بالله واليوم الآخر وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" وهل هنالك ظلم اكبر من الاستبداد والفساد وقمع الحريات وتكميم الأفواه واغتيال العقل الذي يسكت عنه السلفيون مفضلين الحديث عن تطبيق الحدود والالتزام الشكلي بالسنة مثل إعفاء اللحية ولبس القميص والدعوة الى النقاب؟
14]  لا تعني هذه الملاحظات التي سقناها إقصاءنا للفكر السلفي ولحقه في الوجود وفي فهم النص كما يراه صالحا وقد تصدى للدفاع عنهم في تونس في عهد قمع المخلوع بن علي لهم، والزج بشبابهم في السجون، كل حساسيات المجتمع المدني من مناضلين مستقلين وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية واعتبرتهم سجناء رأي، وسُجَناء سياسيين  مظلومين حوكِموا منََََْ اجل نواياهم وتدينهم ومظهرهم. ونحن لا نشك في كونهم أناس تقاة وصادقين ويريدون الإصلاح ونواياهم صادقة ونقية وقد يكونوا مخترقين من قبل بعض اتباع التجمع المنحل وبقايا البوليس السياسي لتشويه سمعتهم والتشويش على للثورة بفرض أجندات وقضايا مفتعلة لا تمثل محور اهتمام الشعب التونسي في هذه المرحلة وبث الفتنة في صفوف التونسيين وتخويف الغرب والقوى الأجنبية من الإسلام ومن الثورة. إنّ كل ما نتمناه منهم هو ان لا يجعلوا من أنفسهم سلطة دينية أو أخلاقية أو اجتماعية تقرر نيابة عن الناس وتتحكم في رقابهم وتحتكر فهم وتأويل دينهم وتحتل مساجدهم [المنابر والمحراب والدروس] لفرض توجهاتها. هم أحرار في تصرفاتهم التي تخصهم وحدهم ولكن ليس من حقهم فرض إلزام التونسيين بها. ونتمنى إن يتمثلوا دائما في خطابهم وسلوكهم معاني تلك الآية الكريمة " ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" وقول الرسول [ص] " ما خيرت بين أمرين الا واخترت أيسرهما" وقوله" سددوا وقاربوا، ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"

حجر أغلى من الذهب يسقط من كوكب المريخ في "المغرب"

حجر "تيسينت" وصل بسرعة 20 ألف كلم بالثانية يعتقدون بأن جسماً ارتطم بالمريخ وأحدث انفجاراً تطايرت بفعله أحجار وصخور من الكوكب الأحمر وانطردت مخترقة غلافه الجوي كما الصواريخ، وبلحظات عبرته الى حيث لا جاذبية في الفضاء الخارجي، ثم هامت في مدارات متنوعة المسافات بين الأرض والمريخ منذ حدث ذلك الارتطام قبل أكثر من 100 مليون عام.

هذا ما تقوله عالمة مغربية بالنيازك شهيرة دوليا، وهي الدكتورة حسناء الشناوي التي اتصلت بها "العربية.نت" اليوم الأربعاء لتسألها عبر الهاتف عن حجر سقط في المغرب وأجروا عليه فحوصات شاملة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كما بمختبرات أخرى في الولايات المتحدة بشكل خاص وأوروبا، وأكدوا الاثنين الماضي بأنه حجر مريخي تطاير مع سواه بفعل ذلك الارتطام الرهيب.


ملخص ما روته الدكتورة حسناء لـ "العربية.نت" عبر الهاتف من الدار البيضاء أن الحجر كان يقترب من الأرض في كل مرة دار حولها حتى بلغ اقترابه أدناه قبل 6 أشهر فهوى نحوها من الفضاء بفعل جاذبيتها وبسرعة أقلها 10 آلاف وأقصاها 40 ألف كيلومتر بالثانية، وفق ما تؤكده البروفسورة في كلية العلوم بجامعة الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء والتي ما زالت العربية والمسلمة الوحيدة الحاصلة على جائزة الأكاديمية الفرنسية لعلم النيازك، وكان ذلك قبل عامين.


ولهواة الأرقام فإن معدل سرعة الحجر كانت 20 ألفا من الكيلومترات بالثانية الواحدة، أي ما يكفي لإيصال مسافر إلى القمر بأقل من 20 ثانية، لذلك دبت فيه حرارة هائلة معدلها 2000 درجة مئوية نتجت من احتكاكه بالغلاف الجوي فجعلته جمرة توهجت وهي تسقط منصهرة في الثانية فجر 18 يوليو/تموز الماضي في مشاع قرية "تيسينت" القريبة 60 كيلومترا من مدينة "طاطا" بالشرق المغربي، وقريبا من الحدود مع الجزائر.

أحدث انفجارين عند سقوطه في أرض القرية

حسناء الشناوي
وتقول الدكتورة حسناء إن الحجر "لم يشتعل بفعل تلك الحرارة، إنما تخطى الاشتعال الى الانصهار مباشرة، لكن أجزاء بقيت منه ووصلت إلى الأرض وأحدثت انفجارين في القرية لأنه تشقق وانفصل الى أحجار عدة، أكبرها واحد وزنه أقل من كيلوغرامين، وهناك آخر بوزن 1200 غراما، وثالث وزنه 907 غرامات، إضافة الى أجزاء صغيرة بالعشرات" وفق تعبيرها.

وذكرت أن وزن الأحجار مجتمعة هو 8500 غراما، وأن أهالي القرية من الرعاة ذعروا عند سقوطه وإحداثه للانفجارين فأبلغوا السلطات، ووصل صدى ما حدث إليها فمضت على
رأس فريق من فلكيين مغاربة الى المنطقة وجمعوا ما تيسر بعد تفتيش دقيق، ثم فحصوا الأحجار ثم أرسلوها الى مختبرات في الولايات المتحدة "فجاءت النتيجة تحمل إلينا بشرى علمية سارة ونادرة، وهي أنه حجر من المريخ" كما قالت.

ومع أن الأرض تستقبل في الثانية الواحدة آلاف النيازك، ومعظمها صغير يتبخر ويندثر في الغلاف الجوي قبل أن يصل الى أديمها، إلا أن بعضها لا ينصهر كله أحيانا، بل يسلم جزء منه يسمونه الحجر النيزكي حين يقع على سطح الأرض، فكان يبقى فيها لآلاف وملايين القرون، بل لمليارات السنين من دون أن يدري بأهميته أحد.


ومع التقدم العلمي بدأوا يعثرون على ما سقط من أحجار نيزكية هنا وهناك، ولكن متأخرين، لأن جميعها باستثناء 5 شهيرة خسرت الكثير من فائدتها العلمية لفقدانها عبر الزمن عناصر ومكونات أساسية كانت فيها من الكوكب الذي جاءت منه أصلا، ولأنها "تأرّضت" واكتسبت خواص أرضية جعلتها كصخور وأحجار من بيئة الأرض، ولم تعد متميزة بما يتيح كشف الأسرار الجيولوجية للكواكب التي جاءت منها بمجرد دراستها وإجراء التجارب عليها.


أما إذا تم اكتشاف الحجر بعد فترة قصيرة من سقوطه على الأرض، فإنه يتحول الى كنز نادر، لأن محتوياته المريخية ما زالت فيه، وهو ما حدث لحجر "تيسينت" الذي تم اكتشافه بعد 100 يوم تقريبا من سقوطه، أي أنه لم يتعرض لحالات التعرية والملوثات المناخية المزيلة ما فيه من مريخيات، وما زال محتفظا بمريخيته تماما، لذلك فسماسرة النيازك وتجارها قد يشترون قطعه الصغيرة لبيع الأونصة الواحدة منه بسعر يزيد 10 مرات عن سعر الذهب.

أشهر الأحجار.. من مصر وفرنسا ونيجيريا والهند والمغرب

والاستثنائي في حجر "تيسينت" أنه خامس حجر يتم العثور عليه بعد فترة قصيرة من سقوطه، وأول الأربعة الشهيرة واحد اسمه "شاسينيي" سقط في 1815 بفرنسا بوزن 4 كيلوغرامات فتمزق وهو يهبط وبقي منه جزء وزنه 570 غراما، وتبعه آخر اسمه "شيرغوتي" سقط في 1865 بالمنطقة المعروفة الآن باسم "شيرغاتي" في الهند وكان وزنه 5 كيلوغرامات وبقي منه حجرة وزنها 452 غراما.

أما الثالث فسقط في قرية "النخلة" المصرية في 1911 وانشطر الى 40 حجرة أصابت إحداها كلبا في القرية وقتلته في الحال، وبسبب مقتل الكلب عرف الأهالي "بأنها أحجار هبطت من السماء" وكان أخف المنشطرات 20 غراما وكبرها 1813 غراما. أما الرابع فسموه "زاغامي" وسقط في 1962 بنيجيريا، اضافة الى الخامس الآن في المغرب.


وقالت الدكتورة الشناوي إن أحد من قاموا بالتصنيف المريخي لحجر "تيسينت" هو البروفسور الشهير توني ايرفين، من جامعة واشنطن، إضافة الى متخصصين من مختبرات دولية، بينهم البروفسور ألبير جامبون، وهو من جامعة بيار إي ماري كوري" الفرنسية.


وكانت "العربية.نت" اتصلت أيضا بمطلع على النيزك من "جمعية هواة الفلك بالمغرب" وهو أمين كريغاع، فقال عبر الهاتف من الدار البيضاء إن للفلكيين كاتالوغ يحتوي على ما سقط من أحجار مريخية على الأرض، وإن الحجر الأخير لو ارتطم بطائرة وهي تحلق في الجو لربما فجرها بمن فيها من ركاب.

هل بقاء بشار الاسد على رأس السلطة وباي ثمن هو لصالح ايران؟


لندن – – نشر الخبير في شؤون الشرق الاوسط محمد عطائي مقالا تحت عنوان "الاصلاحات في سورية والمصلحة الايرانية" في موقع "دبلوماسي ايراني" – الدبلوماسية الايرانية بالعربي – وهو أهم موقع حول الدبلوماسية الايرانية في الداخل، يديره مسؤولون وكوادر سابقة كانوا يديرون وزارة الخارجية الايرانية في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي.

يقول محمد عطائي انه كان لإعتماد السوريين على الطرق الامنية الصرفة لمواجهة الاحتجاجات، تداعيات مدمرة على النظام السوري وحلفائه خاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية. ولو ترافق الدعم الايراني لبشار اسد مع الضغط العلني عليه لإجراء اصلاحات فورية وذات محتوى كتشكيل حكومة وحدة وطنية من المعارضين، لأصبحت التداعيات السلبية اقل تاثيرا.

وخلال الاشهر العشرة المنصرمة، اتسمت السياسة الرسمية للجمهورية الاسلامية بدعم بشار الاسد، وفي نفس الوقت التأكيد على ضرورة اجراء اصلاحات بواسطته. وفي الحقيقة ان مساندة الاسد ترتبط بتنفيذ الاصلاحات، والشرعية المحلية له بين معظم ابناء الشعب السوري. لكن ماحصل خلال هذه الفترة هو ان دعم الجمهورية الاسلامية له لم يتلازم مع اصلاحات ذات مغزى في سورية فحسب، بل لم يتوقف استخدام العنف ضد المحتجين ولو ليوم واحد.

وتلخص رد السلطة السورية على الاحتجاجات في مختلف مناطق البلاد على المواجهة الامنية. وهذا ما ظهر في احدث كلام لبشار الاسد في جامعة دمشق حيث منح الاولوية للشؤون الامنية ومكافحة "المجموعات الارهابية" وليس الاصلاحات والتغيير السياسي.

لاشك ان دمشق حليف مفصلي للجمهورية الاسلامية وتبذل ايران جهودا شاملة للحفاظ على حليفها. غير ان مرور عشرة اشهر على الازمة السورية يطرح السؤال الاساسي التالي امام الدبلوماسية الايرانية: هل بقاء بشار الاسد على رأس السلطة وباي ثمن هو بالضرورة لصالح ايران؟

لايمكن ان ننكر ان سياسة الجمهورية الاسلامية في استثناء الاحتجاجات في سورية من سائر الثورات العربية، اضرت باعتبار ايران في المنطقة واصبح ذلك تحديا امامها في زمن "الربيع العربي". كما ان الازمة السورية ادت الى استفحال التناقض بين الشيعة والسنة في كل المنطقة، وشئنا ام ابينا، اظهر بان سياسة الجمهورية الاسلامية في الشرق الاوسط تأطرت على اساس محور شيعي ضد اهل السنة. وسيتعقد الامر بالنسبة لإيران وفقا للسيناريوهات المقبلة لسورية.

نظرة الى الاحداث في سوريا تظهر بان النظام السوري غير قادر على اخماد الاحتجاجات، ورغم القمع المستمر، لايزال الناس يتدفقون على الشوارع في المناطق التي تعتبر مركزا لإندلاع الثورة. وفي المقابل يحتفظ النظام الحاكم في سورية ببعض من قاعدته الاجتماعية ويصمد امام الاحتجاجات، معتمدا على موقعه الجيوسياسي ومستغلا الفجوة الحالية بين المعارضة.

في الحقيقة تشهد سورية أزمة لايستطيع فيها احد الطرفين، الغلبة على الاخر في الظروف الراهنة. لكن سينفتح هذا الطريق المغلق بشكل او اخر، عاجلا ام آجلا. إما ستُخمد السلطة السورية، الاحتجاجات وتتجاوز الازمة بالقمع وعسكرة الاجواء، وإما ستتغير الكفة لصالح المعارضين وتدخل البلاد حربا اهلية. وفي كلا الحالتين ستتعمق الفجوات الطائفية في سورية وستؤثر على كل المنطقة. لذا وفي كلا السيناريوين، سيفرض الوضع الداخلي السوري وسياسات السلطة السورية تجاه الاحتجاجات، نفقات كبيرة على عاتق الجمهورية الاسلامية الايرانية، اخطرها انزلاق سياسات ايران الى دائرة التناقض السني – الشيعي.

تنتسب العائلة الحاكمة في سورية الى الاقلية العلوية؛ اذ اشعل قمع الاغلبية السنية، نيران العداء العلوي – السني والشيعي – السني في مختلف مناطق البلاد وأصبغ الصراع الراهن في المنطقة - من البحرين الى لبنان - بصبغة مذهبية. وقد اصبحت الازدواجية الطائفية اكثر حدة، إثر مواقف ايران المنحازة لبشار الاسد. وقد سعت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال العقود الثلاثة المنصرمة الابتعاد عن هذا الامر لكن سياساتها الراهنة في سورية تحرض على ذلك. ناهيك عن التيارات الوهابية والمعادية للجمهورية الاسلامية تقليديا، تظهر مواقف زعماء اهل السنة المعتدلين في العالم العربي خلال الاشهر الماضية ان الانتقادات الموجهة للجمهورية الاسلامية لم يسبق لها مثيل. فغياب دعم حركة حماس لبشار الاسد وانتقاد الازهر للنظام السوري وكذلك انتقاد زعماء اخوان المسلمين في لبنان والاردن لمواقف طهران تظهر جيدا ان تداعيات الازمة السورية لن تقتصر على حدود هذا البلد.

تملك ايران قوة هائلة للضغط على زعماء سورية للقيام باجراء اصلاحات، وتستطيع ان تلعب دورا نشطا وملموسا لتقريب السلطة والمعارضة السورية بسبب العلاقات الواسعة بين طهران ودمشق. وينتمي زعماء المعارضة السورية الى اطياف مختلفة، حيث تملك ايران حظوظا كبيرة لإيجاد ارضية للتفاهم بين الاسد وقسم من المعارضين له على الاقل، وذلك بارتباطها مع الوجوه المعارضة التي تريد الحوار مع السلطة السورية ولها مواقف ضد التدخل العسكري في هذا البلد. ويمكن ان يصل ذلك الى نتيجة اذا تم بموازات المساعي التي تبذلها بعض الاطراف العربية لايجاد "حل سياسي" للقضية السورية والحيلولة دون تدويلها. فمن المسلم به ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لاتريد ان تشهد سقوط اهم حليف لها في المنطقة، لكن من المستبعد انها تريد ان تسير مع بشار الاسد الى نهاية المطاف دون اجراء اصلاحات، وان تشهد انهيار كل اعتبار للمقاومة ضد اسرائيل وانجازات سياساتها الخارجية خلال الاعوام الثلاثين الماضية لصالح سياسة المتشددين الحاكمين في دمشق.

خفض التصنيف الائتماني لفرنسا يضعفها على الساحة الاوروبية


بروكسل (ا ف ب) - يساهم قرار وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" مساء الجمعة خفض تصنيف فرنسا، في توسيع الهوة بين شمال وجنوب منطقة اليورو، واضعف في الوقت نفسه الرئيس نيكولا ساركوزي سياسيا في مواجهة المانيا خلال المشاورات الجارية في بروكسل لتحديد التوجه المستقبلي لاوروبا.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال وزير في دولة اوروبية طلب عدم الكشف عن هويته، ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل " تقود الان المناقشات الجارية في اوروبا حول المسائل الاقتصادية، وسيكون في امكانها ايضا ان تقودها لفترة اضافية من الان فصاعدا".
واعتبرت ميركل السبت ان خفض تصنيف تسع دول في منطقة اليورو يؤكد انه "لا يزال الطريق طويلا قبل استعادة ثقة المستثمرين".
واضافت في كلمة القتها في مؤتمر لحزبها المحافظ، الاتحاد المسيحي الديموقراطي، في كييل (شمال) "لكن من الواضح ايضا اننا نسلك بشكل حازم هذه الطريق للوصول الى عملة ثابتة ومالية متينة ونمو مستدام".
وحرصت ميركل على التقليل من اهمية قرارات ستاندارد اند بورز، على غرار وزير ماليتها فولفغانغ شويبل امس.
وقالت "اشير الى انها ليست سوى (قرارات) اتخذتها واحدة من ثلاث وكالات" تصنيف. واضافت "اخذنا علما بالقرار. لم يفاجئنا كثيرا بعد مناقشات الاسابيع الاخيرة"، معربة عن اسفها، ردا على سؤال لصحافي، لان قرار وكالة فيتش الحفاظ على درجة "ايه ايه ايه" لفرنسا "لبقية السنة على الارجح" لم يكن له هذا القدر من الصدى في وسائل الاعلام.
وقد استثنت وكالة ستاندارد اند بورز المانيا وحدها مساء الجمعة. فالاقتصاد الاوروبي الاول لم يشهد المحافظة على تصنيفه الثمين "ايه ايه ايه" وحسب، لكن ستاندارد اند بورز اكدت انها لا تنوي تغيير وجهة نظرها في الاشهر المقبلة.
الا ان العواقب المالية لخسارة تصنيف "ايه ايه ايه" لستاندارد اند بورز محدودة على فرنسا لأنه كان من المبكر اتخاذ هذا القرار.
اما على الصعيد السياسي في المقابل، فيمكن ان تكون الكلفة اشد قساوة، في الداخل وفي الخارج ايضا، على الساحة الاوروبية، حيث تجرى مشاورات اساسية حول اعادة تشكيل طريقة ضبط منطقة اليورو.
وفي الخطوط العريضة، يشاطر الرئيس الفرنسي المستشارة الالمانية الحرص على احكام السيطرة على الحسابات العامة في اطار ازمة الديون.
لكن حجم العملية يثير تباينات متكررة. فقد كانت باريس حتى الان قادرة الى حد ما على ان تكون الثقل للبلدان الاكثر تشددا في مجال الموازنة، مثل المانيا وهولندا او فنلندا، التي تناضل في بروكسل لفرض اكبر انضباط ممكن.
وتكنت فرنسا من الاعتماد على دعم دول جنوب اوروبا، مثل ايطاليا، للحد من حماسة الشمال.
وظهرت هذه الانقسامات العام الماضي خلال المفاوضات الشاقة التي كان الهدف منها تشديد ميثاق الاستقرار الاوروبي حول درجة تلقائية فرض العقوبات المالية على الدول المتساهلة.
وظهرت هذه الانقسامات مجددا في بداية هذه السنة خلال المشاورات التي اجريت حول المعاهدة الجديدة لضبط الموازنة كما تطالب المانيا لقاء تضامنها المالي مع البلدان التي تواجه صعوبات، ولم تتم تسويتها بالكامل بعد.
وهكذا تشاجرت باريس مع دول اخرى لتفادي تفويض محكمة العدل الاوروبية سلطة فرض عقوبات على تعثر الموازنات الوطنية.
ويشكل دور البنك المركزي الاوروبي في ادارة الازمة او المبلغ الذي يتعين على صندوق الانقاذ المالي لمنطقة اليورو تقديمه موضوعي خلاف اخريين بين دول الشمال والجنوب.
وبات يخشى ان تؤدي قرارات ستاندرد اند بورز الى تعزيز معسكر "المتشددين"، بعدما اضعفت فرنسا جراء ابعادها مع النمسا من "نادي" الدول المميزة الذي كانت تشكله حتى الان الدول الست في منطقة اليورو التي تتمتع بتصنيف "ايه ايه ايه".
وما زال هذا النادي يضم فقط المانيا وهولندا وفنلندا ولوكسمبورغ. وستحصل هذه البلدان على مزيد من الدعم لفرض وجهات نظرها.
واعتبر الوزير الاوروبي ان "الهوة تزداد اتساعا بين الشمال والجنوب في منطقة اليورو". وتثير هذه الهوة قلق المفوضية الاوروبية منذ فترة طويلة.
واعرب مصدر اوروبي عن اسفه ل"زيادة الفروقات" الناجمة عن التصنيف الذي اجرته وكالة ستاندرد اند بورز، متوقعا عقد قمة بالغة الصعوبة للقادة الاوروبيين في 30 كانون الثاني/يناير في بروكسل.
وبعد اعلان وكالة ستاندارد اند بورز، اعتبر رئيس مجموعة النواب المشككين باوروبا في البرلمان الاوروبي مارتن كالانان ان "على قادة منطقة اليورو ان يدركوا في الوقت الراهن انه لا يمكن البدء بشفاء المرض طالما لم نبتر العضو الفاسد".
واعتبر المفوض الاوروبي السابق الهولندي فريتس بولكشتاين ايضا ان "تفجر اليورو امر محتوم" بسبب هوة ثقافية كبيرة جدا في نظره بين شمال اوروبا وجنوبها. ودعا الى انشاء اتحاد نقدي جديد يضم فقط بلدان الشمال ويسمى "منطقة اليورو-شمال".

مقترحات عملية من أجل نمط تسيير جديد لولاية بنزرت


جابر القفصي - باحث في علم الإجتماع
هذه مقترحات عملية من أجل النهوض بالعمل الجهوي في الولايات على أساس جديد اجتماعي مدني لا على اساس رسمي حكومي اداري فقط، يقطع مع نمط التسيير القديم البيروقراطي والفردي وغير الناجع وليس لي فيه أي مأرب شخصي أو مصلحة خاصة.

أولا: أقترح عقد اجتماعات عامة وشعبية حاشدة يستمع فيه الناس إلى الوالي ويستمع فيها الوالي إلى الناس ويصغي لمختلف المشاكل والتخوفات والمقترحات والزعامات النقابية والسياسية والجمعياتية بالجهة.

ثانيا: يفرز هذا الاجتماع انتخاب مجلس حكماء بكل معتمدبة وهو عبارة عن حوالي 20 شخصية اعتبارية ذات اشعاع اجتماعي وكفاءة ومصداقية ونظافة يد

ثالثا: تكون لجنة الحكماء هذه هي الواسطة بين الوالي والمعتمدين والمجلس البلدي والمسؤولين الجهويين والمجتمع المحلي في الجهات. والهدف من هذه اللجنة هو إرساء نمط تسيير وحكم جماعي تشاركي توافقي تنتقل فيه المعلومة والشكوى والفكرة بسلاسة ويسر. وهو نمط يقطع مع طريقةالتسيير العمودي التسلطي الفردي المفصول عن المجتمع وانتظارات الناس.


رابعا: هذه طريقة شعبية ديمقراطية لتسيير الشأن العام ولتجنب القرارات الفوقية التي تطبخ في الظلام وفي المكاتب المغلقة وبطرق سرية للغاية ثم يفاجئ بها الناس ولا يتفهموها حتى لو كانت صائبة،وغالب الأحيان يعارضوها حتى بدون مبررات معقولة, هذه الطريقة لا تجعل الوالي ولا المسؤولين المحليين وحدهم في مواجهة المجموعات الاجتماعية المطلبية والثائرة على كل ما هو نظام وقوانين وترتيبات بل لهم دعم شعبي وقاعدي مهم يزيل الفجوة بين السلطة والمجتمع والمسؤول والمواطن.

خامسا: يعقد الوالي اجتماعا مع مديري البنوك الجهويين وممثلي شركات التأمين الذين لهم علاقة مباشرة بأصحاب المشاريع ومستثمرين ورجال أعمال، وذلك للبحث عن مقترحات عملية للتشغيل ووضع قائمة في الشركات القادرة على انتداب طالبي شغل ووضع خارطة للمناصب الشغلية الممكنة. وهذه الطريقة يمكن ان توفر حسب أوساط بنكية عشرات بل حتى مئات مواطن الشغل موطن شغل.

سادسا: يعقد الوالي اجتماعات عامة مفتوحة للبحث في الإمكانيات الفعلية للتشغيل وطرق الانتداب ومقاييس القبول والأمور العملية الاجرائية حتى لا تكون الانتدابات الجديدة مناسبة لحرق المنشآت العامة والتخريب واثارة القلاقل والحزازيات والنعرات الجهوبة والاجتماعية.

سابعا: تكون لجنة تعنى بجرد قوائم اسمية تفصيلية احصائية عن الحالات الاجتماعية لطالبي الشغل، فيها معطيات دقيقة وعملية حول الجهة والاختصاص والعمر والأقدمية في البطالة والشهادة العلمية وميدان العمل ودرجة الفقر وامكانيات التكوين الاضافي في ميدان ما... حتى نتجاوز طريقة الانتداب على أساس الأكتاف والرشوة والاعتباطية ومن جاء الأول... ولا نعيد انتاج ما وقع في الحوض المنجمي.


ثامنا: بعث لجنة جهوية ولجان محلية لتقصي حالات الفساد المالي والأخلاقي واستغلال النفوذ تساعد على تحقيق أسس الحكم الرشيد في الجهات وتمكن من الرقابة الاجتماعية للمسؤولين والحد من استغلال النفوذ. وهذا يمثل تجسيدا فعليا لدولة القانون والمؤسسات والشفافية، وإضفاء شرعية ملموسة ومحسوسة لسلطة الدولة والمسؤولين من خلال تفعيل مبدأ حفظ حقوق الناس كواقع معيش وليس كشعارات ووعود.

تاسعا: عقد اجتماعات عامة ودورية كل شهر بين رئيس البلدية والمعتمد والمسؤولين المحليين والجهويين مع سكان المدن وعامة الناس وإبلاغهم مباشرة بما تم وما لم يتمّ بعد انجازه، والإنصات إلى تقييماتهم وأسئلتهم ومقترحاتهم، حتى يفهم الناس ما يطبخ في الأجهزة الإدارية. هذا تمشي جديد يقوم على التفاعل والحوار والاقناع ومتابعة سير وتقدم تطبيق الوعود حتى نتجاوز الشعارات والوعود وربط السياسة بالكذب وبيع الاوهام.

عاشرا: ضرورة التغطية الإعلامية اليومية الصحفية والإذاعية والتلفزية وإحداث إذاعات الكترونية جهوية ومحلية، واحداث مواقع رسمية على الشبكة الاجتماعية [الفايسبوك] خاصة بالولاية وبالمعتمديات للتواصل المباشر والعفوي مع الشباب وعامة الناس. إن التحدي الأكبر هو كيف نتجاوز هذا العجز في الاعلام والتواصل والتفاعل المباشر والحيني. وهذا هو جوهر سياسة القرب الواجب اتباعها في الحكم الرشيد، حتى لا تكون الدولة في واد والمجتمع في واد.


احدى عشر: العمل على أن يكون تعيين المسؤولين الجهويين بتزكية من لجنة الحكماء ومن أبناء القطاع المعني بالأمر حتى لا نفرض مسؤولين غير مرغوب فيهم، يستقبلون بكلمة dégage . ونرجع كل من جديد الى المربع الأول.
اثنى عشر: كل من له مسؤولية أو انتخب في لجنة أو في منصب أو بتزكية من هذه اللجنة أو تلك هو قابل للمساءلة والمحاسبة والمراجعة حتى لا يظنن احدا أن شرعيته المستمدة من الانتخابات أو من الكفاءة او من تاريخيه النضالي، تعطيه الحق في استغلال النفوذ والتلاعب بالقانون وهضم حقوق الناس.


ختاما هذه ملاحظات بسيطة ومتواضعة ولكنها ممكنة وعملية ومستعجلة، تتماشى مع المناخ الديموقراطي الذي فرضته الثورة يمكن إثراؤها وتنقيحها وتطويرها حتى ننهض بالجهات ونبدأ في العمل الميداني واليومي المباشر، ونتجاوز حالة عطالة أو سوء اشتغال المنظومة الإدارية والسياسية الجهوية، وتبعيتها القاتلة للمركز والعاصمة، وللقرارات المسقطة من فوق والبعيدة عن تمثلات الناس وانتظاراتهم.

النيابة تطالب بالاعدام شنقا لمبارك وبقية المتهمين بقتل المتظاهرين

القاهرة (رويترز) - طالبت النيابة العامة المصرية يوم الخميس في مرافعتها أمام محكمة جنايات القاهرة بتوقيع عقوبة الإعدام شنقا على الرئيس السابق حسني مبارك وسبعة متهمين آخرين في قضية قتل متظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك العام الماضي.
وقال المستشار مصطفى خاطر ممثل النيابة بينما رقد مبارك على سرير طبي متحرك في قفص الاتهام "قانون العقوبات المصري وضع عقوبة الاعدام لجريمة القتل العمد اذا اقترنت بالظروف المشددة (سبق الاصرار والترصد) ولا ندري حقا ما عقوبة القانون اذا بلغ الضحايا المئات.."
وقتل في الانتفاضة نحو 850 متظاهرا وأُصيب أكثر من ستة الاف. وهناك قضايا أخرى في القاهرة وعدد من المحافظات يحاكم فيها متهمون أغلبهم من الشرطة بقتل متظاهرين.
والمتهمون مع مبارك بقتل المتظاهرين في القضية المنظورة هم حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق وستة من كبار مساعديه وقت الانتفاضة.
وفي وقت سابق من جلسة يوم الخميس قالت النيابة العامة في مرافعتها ان الرئيس السابق مسؤول عن قتل المتظاهرين الذين تعقد المحاكمة بشأنهم لانه - بحسب قول ممثل اخر للنيابة هو المستشار مصطفى سليمان - كان باستطاعته اصدار الامر بوقف استعمال العنف ضد المحتجين السلميين على سياساته.
وقارن سليمان بين موقف مبارك من المتظاهرين وموقفه حين قتل عشرات السائحين الاجانب في هجوم مسلح بمدينة الاقصر عام 1997. وقال للمحكمة ان مبارك "انتفض" حين علم بالهجوم على السياح وأقال وزير الداخلية في ذلك الوقت اللواء حسن الالفي.
ويحاكم مبارك أيضا في القضية بتهمة استغلال النفوذ.
وبدأت النيابة العامة مرافعتها يوم الثلاثاء مدعية على مبارك أنه أقام نظاما فاسدا يحمي مصالحه الشخصية ومصالح أسرته ومن قالت انهم بطانته وأنه سعى لتوريث الحكم لابنه جمال الذي يحاكم معه بتهمة استغلال النفوذ.
ويحاكم مع مبارك ايضا بتهم تتصل باستغلال النفوذ ابنه الاكبر علاء وصديقه المقرب رجل الاعمال البارز حسين سالم المحتجز في اسبانيا منذ شهور على ذمة قضية غسل أموال هناك.
وقال سليمان ان مبارك دلل في أقواله على علمه بقتل المتظاهرين بأن "ذكر (في التحقيقات) إجابة تنم عن مخبآت صدره عندما قال طلبت من القوات المسلحة ضبط الشارع ومشاركة الشرطة في عمليات الأمن ووجدت أنهم لم يقوموا بواجبهم على النحو المطلوب فاضطررت للتنحي."
وأضاف سليمان "فما هو النحو المطلوب الذي كان يُراد ضبط الشعب به.."
ويشير ممثل النيابة فيما يبدو الى ترجيح أن مبارك طلب من الجيش مواصلة الاعتداء على المتظاهرين.
وكانت الشرطة انسحبت من الشوارع بعد أيام من المواجهات الدموية مع المتظاهرين تخللتها حرائق في نحو مئة قسم ومركز ونقطة شرطة وفي مقار للحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد وفي دور محاكم ومقار للمجالس الشعبية المحلية وهي برلمانات صغيرة في المحافظات.
وبعد انسحاب الشرطة انتشرت قوات الجيش في المدن.
وقال سليمان ان وزيرين سابقين للداخلية عينا بعد اسقاط مبارك شهدا بأن من واجبات شاغل المنصب الاتصال برئيس الدولة في حالة حدوث مظاهرات واسعة وابلاغه بأن الشرطة تعجز عن التعامل مع متظاهرين تفوق أعدادهم أعداد القوات.
وأضاف أن العادلي قال في التحقيقات انه قدم لمبارك بعض التفاصيل عن المواجهات.
ومضى سليمان قائلا "رئيس الجمهورية مسؤوليته قائمة عن الضرب العشوائي للمتظاهرين حتى وان لم يصدر أوامر (به)."
وقال ممثل آخر للنيابة ان المتهمين "تركوا المؤسسات العامة وأقسام الشرطة أثناء الثورة دون تأمين وتفرغوا لقمع المتظاهرين وغلبوا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة مما أدى الى انفلات أمني وترك الشعب يواجه البلطجية والهاربين من السجون."
وأضاف "هانت أنفسنا وأموالنا وأعراضنا على المتهمين."
وفي شأن استغلال النفوذ والفساد المالي قالت النيابة ان مبارك "اعتقد أن البلاد ضيعة له... مصر مبارك سيطر عليها الفساد والاستبداد... مبارك وضع جميع أرصدة مكتبة الاسكندرية تحت تصرفه... مبارك استغل نفوذه لتمليك المتهم الثاني حسين سالم مساحات شاسعة (من أراضي الدولة) في أماكن مميزة."
وقالت النيابة "المتهم الاول أعطى قرارا بتصدير الغاز لاسرائيل بالامر المباشر... اتفقوا (مبارك ومسؤولين في حكومته) على أن يبيعوا ثروات الوطن بأبخس الاثمان للعدو قبل الصديق."
وأضافت أن الشركة التي تولت بيع الغاز أقيمت لغرض محدد هو تربيح المتهم حسين سالم.
وقالت النيابة عن مبارك "المتهم لم يكن طاهر اليد... تحيطه الشبهات.. تلوكه الالسن.. وفي حقه قضايا فساد مالي."
وترافعت النيابة في القضية على مدى ثلاثة أيام.
وقالت في ختام مرافعتها يوم الخميس عن ابني مبارك انهما ارتكبا جرائم أموال عامة عمدا عن طريق استغلال النفوذ. وقالت عن ابنه الأكبر علاء "حقق أطماعه في عالم المال واشتهر باشتراكه في العديد من الشركات."
وقالت عن ابنه الاصغر جمال "أراد تحقيق أطماعه في تولي الحكم... أراد أن يجني المال والسلطة."
وطالبت النيابة ايضا بأقصى عقوبة في قضية استغلال النفوذ لكن دون تحديد فترات سجن معينة.
وأجلت المحكمة نظر القضية الى يوم الاثنين لتبدأ مرافعات المحامين عن المصابين وأسر القتلى. وسوف تستمر مرافعات محامي المصابين وأسر القتلى يوم الثلاثاء.