Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

السلفية الدعوية في تونس والمنهج الانقلابي

جابر القفصي
باحث في علم الاجتماع
"ان التحدي الأكبراليوم هو ليس إثبات إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، بل إثبات ان المسلمين صالحون لزمانهم ومكانهم"
هنالك اليوم توجس وخوف وريبة وتهويل واختراق لسلوكيات ومواقف بعض الشباب السلفي الذي يتصرف، بعد انتصار الثورة المباركة في تونس، في بعض الأحيان وكأنه وصي على الدين والبلاد والعباد. وعليه يهمّنا أن نسوق الملاحظات التالية:
1] لقد ساهم هذا الشباب في إحداث انقلابات في المساجد وذلك بإلغاء الظهر الثاني والجمعة الثانية ودعاء القنوت في صلاة الصبح وعزل الأئمة، وفرض أئمة من صفوفه فرضا على المصلين، انسجاما مع القنوات الفضائية الوهابية التي تركز على محاربة البدع وعلى فهم حرفي سطحي طقوسي للدين الذي لا يخالف العرف ان كان صالحا. قال تعالى " وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"  وكلمة "المعروف" هي مشتقة من العرف أي ما تعارف عليه الناس من الأمور النافعة والمعقولة والمقبولة اخلاقيا. وأخشى أن تفهم هذه المداهمات على انها نجاح في فرض الأمر الواقع وتكريس لمنطق فرض الرأي بالقوة على الجميع، وأن المصلين غير قادرين على التصدي لهم.
2] لقد تجاوزت هذه التدخلات والاختراقات فضاء المسجد لتصل الى الشارع والمستشفى والمعاهد والمقابر والأسواق والخمارات... لتسعى لفرض نمط من السلوك والمظهر والنشاط  فرضا والإيحاء بإمكانية استعمال القوة والشدة، واستعراض العضلات الجهادية الدعوية بإسم لا خوف الا من الله وضرورة فرض تحكيم شرع الله، وعدم الاعتراف بالقانون الوضعي الذي هو من صنع البشر والذي يحل ما حرم الله. في حين ان الله تعالى يقول " وجادلهم بالتي هي أجسن" " ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك" " أفتكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"
3] تنم هذه السلوكيات [التي ليس لها أية شرعية اجتماعية أو مؤسساتية أو قانونية معترف بها] عن ذهنية انقلابية تصادمية واحتكارية، تريد فرض دون نقاش ولا جدال قراءة معينة على المسلمين وجمهور المصلين كأمر واقع،  عبر اختطاف المساجد والمنابر والقرآن والسنة، لاحتكار الكلام باسم الدين واتهام كل من يخالفهم بالجهل بأمور العقيدة آو التآمر عليه. في حين أن المنهج القرآني بقوم على الحوار والجدل وتعدد الرؤى وقبول الآخر ولذلك يقول الله تعالى متحدثا عن الكفار " قل انّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" "لا نسأل عما أجرمنا [متحدثا عن المسلمين] ولا تسألون عما تفعلون [ متحدثا عن الكفار] [ولو لا دفاع الله بعضهم ببعض لفسدت الأرض]
4]  يعيدنا هذا الخطاب الديني لنمط تفكير الخوارج التكفيري، وهي أول طائفة متطرفة في الإسلام وباسم الإسلام. فقد كانوا يعتقدون دائما – مثلما هو حال السلفيون اليوم- أن الحق معهم وأن مخالفيهم في ظلال مبين إلى درجة إقدامهم بكل براءة الايدولوجيا على سفك دم الإمام علي كرم الله وجهه، وإحلال دم كل من المسلمين من أتباع  علي ومعاوية. وكانوا اذا صادفوا مسلما من غير ملّتهم قـتلوه وإذا صادفوا مشركا أو مسيحيا او يهويا تركوه رغم قوله تعالى " ومن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنهما أحي الناس جميعا". وهكذا نتبين إلى أي حد يؤدي الفهم الحرفي البريء اللاعقلاني للدين وللقرآن الى ارتكاب افضح الجرائم الا وهي القتل. هو تصور حدّي منغلق ومتطرف للدين: أما أبيض أو أسود، إما مؤمن كما يريدون هم أو كافر، وكأن الإسلام بعث لحفنة من الناس أو حيّ او قرية نائية، ولم يبعث للعالمين أي لكل الشعوب في كل الأزمان وبالتالي عليه أن ان يكون مرنا وقابلا لتأويلات وتطبيقات مختلفة حتى يستوعب تنوع وتعدد عادات وعقليا وأنماط تفكير مختلف الشعوب. الله تعالى " وما اريد أن اخالفكم في ما دعوكم اليه ان اريد الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله "
5] ان الآلية الذهنية التي استعملها الخوارج استعملها كل المتطرفين باسم الدين من بعدهم،  وهي آلية تقمص أدوار ووضعيات سابقة من خلال الآيات القرآنية وكيفية تصرف الرسول [ص] مع خصومه من المشركين والكفار، ثمّ إعادة انتاج هذا التصرف حرفي وكأنهم فعلا في  زمن الرسول [ص] وأمام كفار قريش ويهود خيبر. فهم يعيشون تلك الوضعية التاريخية ويتمثلونها بكل تفاصيلها وحيثياتها،  فيصبح كل من خالفهم وعارضهم معارض للقرآن وللرسول بحكم ويصبح الصراع الاجتماعي والفكري صراعا مع الرسول والقرآن  لا صراع مع بشر مجبولين على الخطأ والنسيان والتحيز لأفكار مسبقة وغير مقدسة.  يقول الله تعالى مخاطلا الرسول [ص] "قل انما أنا بشر مثلكم [أي لست انسانا مقدسا بل بشر ككل البشر] يوحى الي انما الهكم اله واحد من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا [أي عمل صالح ومفيد ولم يقل العمل الصالح المحدد والمتفق عليه] ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"
6] أن نمط انتاج المعرفة عند المدرسة السلفية يقوم على آيات القرآن الكريم، فهي تنتقيها وتعزلها عن سياقها  وأسباب نزولها وتكاثر سبل تأويلها، لتطبقها حرفيا لصالحها وضد خصومها. فأتباعها يعتبرون الدين واحدا كما كان زمن النبي وأن "شر الأمور محدثاتها وكل محدثة [أي تجديد] بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"ز وبالتالي هم يضعون أنفسهم ضمنيا مكان النبي [ص] [لا  في عصرهم ومصرهم أي تونس القرن 21]، ثمّ يضعون من يخالفهم من المسلمين في موقع من كان يحارب النبي ويتآمر عليه قائلين لهم "أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". علما وأن العلماء عندهم ليسو المعاصرين لنا الآن ولا الحديثين،  بل الأقدمين وكلما كانوا أقدم كانوا أعلم وأنقى لأن الرسول [ص] يقول "خيرا لقرون قرني ثم الذي ليه ثم الذي يليه". ونسوا قوله تعالى "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" وأمة لا تعني الكفار في كل زمان ومكان بل بل شعب أو قوم ما في فترة تاريخية ما فالأمة الإسلامية في عقد العباسيين ليست هي الأمة الإسلامية في عهد العثمانيين والأمة الإسلامية في تونس في 2011 ليست الأمة الإسلامية في السعودية ولذلك يقول الله تعالى " لكل أمة أجل اذا أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
7] يتهم السلفيون خصومهم من الإسلاميين المعاصرين دائما بكونهم يقبلون شريعة الكفر البشرية العلمانية المستغربة ويستبدلون الدستور القرآني الرباني بدستور بشري وضعي علماني، فيطبقون قوانينه ويعطلون حدود وأوامر الله، ويخشون الناس ولا يخشون الله. وبالتالي يحق فيه قوله تعالى ومن "لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون" "...فأولئك هم الفاسقون" و"...فأولئك هم الظالمون". فهم لا يكفرون الناس مباشرة، ولكن من خلال الآيات. فمنهجهم يؤدي إذن مباشرة ورغما عن استقامتهم وتقواهم نواياهم الحسنة ومواقفهم المعلنة إلى تكفير أو على الأقل شيطنة من يخالفهم الرؤية للاسلام وكيفية قراءة النص القرآني. ، في حين يقول الله تعالى متحدثا عن إمكانيات تأويل القرآن وفهمه بطرق مختلفة ومتعددة ومستجدة "قل لو كان البحر مدادا [أي حبرا والعلماء يغمسون أقلامهم ويكتبون علوم القرآن]لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" وقد كان الرسول [ص] يقول في ما معناه "يأتي القرآن يوم القامة بكرا وكأنه لم يفسر أبدا" من فرط احتماله لتفاسير كثيرة تستوعب علوم كل الأزمنة والأمكنة، ويقول عمر ابن الخطاب "عليكم بشعر جاهليتكم ففيه تفسير كتابكم" ويقول الإمام علي يقول لأتباعه حين يجادلون مخالفيم من المسلمين "ولا تجادلوهم بالقرآن فأنه حمال أوجه".
8] هم يعتبرون أيضا المجتمع جاهليا ويحارب الإسلام  الصحيح [لا الملوث بالبدع حيث أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار]، الإسلام الذي يرفعون لواءه هم أنفسهم، هؤلاء الفتية المِؤمنة " إنهم فتية آمنوا بربهم وزادتهم هدى"، ويلاقون الصد والتنكيل والتشويه،  لا لشيء الا لأنهم "قالوا ربنا الله ".."ثم استقاموا". هنالك إيمان دغمائي  عقائدي بإمكانية امتلاك الحقيقة واعتبارها بصفة قطعية واحدة ووحيدة، وأنها بالضرورة عند الفئة المؤمنة الناجية [التي يمثلونها هم بالذات] من بين ثلاث وسبعين فرقة التي ستختلف إليها أمة الاسلام. وهو حديث الفرقة الناجية الذي شكك فيه الامام الأفغاني واعتبره من ضمن الأحاديث الموضوعة  التي لها أثر سلبي على حياتنا وعلى أزمة الحرية والديمقراطية في وجداننا الجمعي. وإن كان ذلك كذالك  فكيف نقرأ قوله تعالى " أنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" فهل طرق المعقولية والتفكير واحدة عبر الزمان والمكان؟ وكيف نفهم قول الرسول [ص] "اختلاف أمتي رحمة"؟ وكيف نفه اختلاف الصحابة الى حد التقاتل واختلاف الفرق وتكاثر الملل والنحل في التاريخ الاسلامي ام ان هذا التاريخ كله كفر وجاهلية طيلة أربعة عشرة قرنا؟
9]ان الاسلام بالنسبة أليهم بيّن وواضح وبسيط، وقد كفانا العلماء السابقين الذين توفوا منذ قرون عديدة عناء الاجتهاد وايجاد الحلول . وما علينا الا إتباع الآيات والأحاديث والأقوال الفقهية بطريقة حرفية بريئة. وبالتالي لسنا في حاجة الى العقل والفكر والتفلسف وتعقيد الدين. بل هم يعتبرون مقولة الفكر الاسلامي مقولة علمانية  يريد أن ينفذ منها أعداء الاسلام لتخريبه من الداخل. ولذلك هم يرفضون بكل تعسف السماح بتقديم محاضرات في الفكر الاسلامي في المساجد تجنبا للفرقة والاختلاف والصراع والغوغائية تاعا لقوله تعالى " وأم المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا". فالمساجد هي اذن للعقيدة والفقه وترويج الخطاب السلفي الذي هو وفق منظورهم  جوهر الدين وبالتالي يجب عزلعا عن كل ما هو فكر اسلامي وتجديد وثورة مفاهمية ووعي نقدي ومناظرة وحوارد وتدافع ثقافي. هي رؤية كنسية كهنوتية للدين تقوم على انسجام وخشوع شكلي اكثر مما تقوم على بناء وتدافع حضاري انساني خلاق. فلا مجال اذن لتمثل مثل هذه الآيات التي تدعو للتفكير والتأمل " وقل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"؟
10] ان جوهر الخطاب القرآني يقر أن هناك نوعان من العلم، علم لدني اي من لدن الله أنزله عبر الوحي والرسل، وعلم بشري تاريخي تراكمي، بواسطة القلم  [علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم]  وأن الانسان يطغى حين ينتصر لعلم ويستغني عن الآخر. أي من يتمسك فقط بالوحي والنقل ويستغني عن علوم الانسان يطغى ويتطرف ويسفك الدماء، مثل الخوارج والجماعات الاسلامية في الجزائر ومصر وباكستان وافغانستان... ومن يتمسك بعلم الانسان ويستغني عن الوحي يطغى في السلطة وفي الثراء وفي الفساد الأخلاقي والانحطاط الحضاري وقد لخص روجي غارودي أزمة الحضارة الغربية في انفصال العلم عن الحكمة اي عن الاخلاق والقيم
11] اذن باسم القرآن والسنة يمارس التطرف الديني على معارضيه إرهابا فكريا ونفسيا فيجعل – تماما كما فعل الخوارج- من الالتزام بالفرائض والأوامر والحدود والنواهي  بحذافرها وبطريقة كلية و حرفية جزء من الإيمان، ويحكمون  بالإقصاء والتهميش والضلالة على من يريد الاجتهاد وقراءة النص القرآني على ضوء الواقع المعيش تطبيقا لقوله صلى الله عليه وسلم "سددوا وقاربوا" و " استفت قلبك ولو افتوك" " ورفع عن أمتي ثلاث: الخطأ والنسيان وما اسنكرهوا عليه" و "من اجتهد [أي أيّ كان وليس العالم فط] وأصاب فله اجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد" ، وهكذا تغدو كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،  ويغدو كل من يخالفهم ويريد ان يعمل عقله وفكره ويبحث في مقاصد النصوص وروحها ومدى ارتباطها بظروف نزولها من "الرويبضة" اي المسلم التافه الذي ليس له علم شرعي ويتحدث في أمور العامة عامة المسلمين. فهل الإسلام ضد العقل وليس له ثقة في الإنسان الذي جعله خليفة الله في الأرض؟
12]  تقوم الاديولوجيا التكفيرية على اعتبار الخطأ دائما في رأي الخصم وحده، اما صاحب الاديولوجيا فهو مصيب دائما. وهذا التصور الدغمائي الوثوقي للحقيقة لا يشجع على الحوار والتواصل بل على التطرف والانقسام والاقتتال داخل نفس الايدولوجيا ونفس المذهب ونفس الدين مثلما نرى في باكستان وافغانستان والصومال والجزائر... حيث حضور الفرق السلفية فاعل ومكثف. ولكن التاريخ ينبئنا أن كل الفرق المتطرفة تنتهي بالاضمحلال والتهميش كما وقع للخوارج   ولسواهم من فرق التكفير والهجرة والدعوة والقتال وكل من يرفض الوسطية والاعتدال والتفاعل الايجابي مع الواقع الاجتماعي وقبول التطور والتقدم والاختلاف.ولذلك لم تنجح أية طائفة متطرفة في صنع التاريخ، بل ظلوا دائما على هامش التاريخ والأحداث مهما كانت منطلقاتهم وأديانهم وعقائدهم.
13] ان انتشار هذا النوع من الفكر والسلوك المتسم بالمغالاة والتعصب والانغلاق، والذي يسقط من حيث لا يدري في تسييس الدين والتعالي بالسياسة والخوض في الشأن العام من منطلقات ايمانية مقدسة وحدّية صارمة، هو نتيجة مباشرة  وضرورية لتطرف الدولة الاستبدادية التي ثار عليها الشعب التونسي. لأن التطرف في مستوى الدولة  يولد تطرفا في مستوى الحركات الاجتماعية. ولكن دخول تونس في عهد الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات  وتفعيل منظمات وجمعيات المجتمع المدني  سيكون أحسن وأفضل واقي ضد انتشار التطرف والفوضى ونزعة التمرد على القانون والسلطة الشرعية، خاصة وان هذا البلد قد عرف طوال تاريخه العربي الإسلامي بالوسطية والتسامح والتيسير وإعمال العقل في مقاصد الشريعة ومراعاة مقتضيات الواقع المعيش. فلا خوف على تونس لا مِن الفوضى ولا منْ التطرف مهْما كان لونه وشكله. قال تعالى "وكذالك جعلناكم أمة وسطا تؤمِنون بالله واليوم الآخر وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" وهل هنالك ظلم اكبر من الاستبداد والفساد وقمع الحريات وتكميم الأفواه واغتيال العقل الذي يسكت عنه السلفيون مفضلين الحديث عن تطبيق الحدود والالتزام الشكلي بالسنة مثل إعفاء اللحية ولبس القميص والدعوة الى النقاب؟
14]  لا تعني هذه الملاحظات التي سقناها إقصاءنا للفكر السلفي ولحقه في الوجود وفي فهم النص كما يراه صالحا وقد تصدى للدفاع عنهم في تونس في عهد قمع المخلوع بن علي لهم، والزج بشبابهم في السجون، كل حساسيات المجتمع المدني من مناضلين مستقلين وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية واعتبرتهم سجناء رأي، وسُجَناء سياسيين  مظلومين حوكِموا منََََْ اجل نواياهم وتدينهم ومظهرهم. ونحن لا نشك في كونهم أناس تقاة وصادقين ويريدون الإصلاح ونواياهم صادقة ونقية وقد يكونوا مخترقين من قبل بعض اتباع التجمع المنحل وبقايا البوليس السياسي لتشويه سمعتهم والتشويش على للثورة بفرض أجندات وقضايا مفتعلة لا تمثل محور اهتمام الشعب التونسي في هذه المرحلة وبث الفتنة في صفوف التونسيين وتخويف الغرب والقوى الأجنبية من الإسلام ومن الثورة. إنّ كل ما نتمناه منهم هو ان لا يجعلوا من أنفسهم سلطة دينية أو أخلاقية أو اجتماعية تقرر نيابة عن الناس وتتحكم في رقابهم وتحتكر فهم وتأويل دينهم وتحتل مساجدهم [المنابر والمحراب والدروس] لفرض توجهاتها. هم أحرار في تصرفاتهم التي تخصهم وحدهم ولكن ليس من حقهم فرض إلزام التونسيين بها. ونتمنى إن يتمثلوا دائما في خطابهم وسلوكهم معاني تلك الآية الكريمة " ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" وقول الرسول [ص] " ما خيرت بين أمرين الا واخترت أيسرهما" وقوله" سددوا وقاربوا، ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق