جابر القفصي |
1- ما زال غالبية التونسيون ينظرون الى اساس الحكم على انه بيد الرئيس وان له قدرة كبيرة في حل المشاكل، هذه العقلية كان بامكان رئيس الدولة استثمارها ايجايبا واستخدام ثقله في الجهات وايجاد نواتات وهياكل جهوية ومجالس تنموية تساهم في ايصال المعلومة والمشكل والتفاوض من اجل حله. لا افهم لماذا لم يذهب رئيس الجمهورية او حتى الرؤساء الثلاث الى جندوبة وعين دراهم وتالة ومكثر واعطاء رسالة ايجابية مطمئنة في هذه الفترة الاستثنائية والظروف القاسية التي تمر بها جهات الشمال والوسط الغربيين
2- ما زالت سياسةالحكومة تتسم بالتباطؤ وعدم الجرأة والتردد وعدم القدرة على الحسم والفصل في عديد القضايا. نحن في فترة انتقالية ما قبل دستورية عاديةلذا نحتاج فيها الى ممارسة السياسة بأسلوب فيه اكثر ثورية واقل ما يمكن من الكلاسيكية والبيروقراطية الادارية التي تستهلك الكثير من الوقت والجهد والمال. لا افهم لماذا لم تعمل الحكومة على اكتشاف واستطلاع الطاقات الكامنة في الجهات من متقاعدين في كل المجالات ومهندسين ومسؤولين في البنوك وشركات التأمين والايجار المالي ورجال اعمال ومثقفين وصناعيين وفنانين بحيث يكون المجتمع وكأنه خلية نحل تغلي غايانا من كثرة الحركة والعمل وتبادل الافكار والمقترحات. لماذا لا يقع تشريك كل هؤلاء في المشاورات وبلورة التصورات والحلول ومعاضدة الوالي والجهات المحلية للتدخل في المفاوضات مع المواطنين والعاطلين والمعتصمين وارباب المؤسسات ووو. لماذا لم يقع اخذ رأي اهل الميدان وجهة بنزرت قبل تعيين الرئيس المدير العام لرئيس لاسمنت بنزرت مستشارا خاصا لرئيس الحكومة مثلا؟ هذه هي السياسة الثورية التي تجعل المواطن في قلب مساحة العمل السياسي ولا تخشى التشريك والعمل مع لا بعيدا عن الناس, وهذا يزيد من ثقة الناس فيها ودفاعهم عنها ودعمه لسياساتها.
الرؤساء الثلاثة في تونس |
4- هنالك تلكؤ كبير وتخوف مريب من اتخاذ قرارات جريئة في ما يخص الحقل الديني والخطاب المسجدي والنشاط بدور العبادة التي بقيت منذ الثورة الى الآن محل احتكار من قبل التيار السلفي الذي يبث خطابا ليس اقل خطرا وتدميرا كمن خطاب الاعلام المتحيز ضد الحكومة. وقد تجاوزنا خطب المبتدئين والشباب الى استدعاة دعاة محترفين لهم باع وذراع ليخطبوا على منابر مساجدنا ويروجوا لافكار دينية بشرية وكانها مقدسة وغير قابلة للنقاش. فاستدعاء الشيخ وجدي غنيم من قبل اطراف غير معلومة بالضبط وفتح المساجد والفضاءات العمومية امامه ليقدم دروس وليست محاضرات تشفع بنقاش وتبادل اراء ونقد وتقييم من قبل مختصين في الدين والفكر هذا يزيد من تكريس التعصب والانغلاق وتغول الفكرالتبسيطي التكفيري الذي يدعي امتلاك الحقيقة وشيطنة الخصوم. ان حرية التعبير والتفكير والتجمع والعمل الفكري والثقافي مضمونة ولكنها لا تعني استغلال المساجد والمنابر والفضاءات العمومية لتمرير افكار بشرية على انها قوانين الاهية فوق انسانية ومتفق عليها وغير قابلة للنقاش. هذا يهدد مدنية المجتمع وقيم المواطنة والعيش المشترك واحترام الآخر الى ايجاد مجتمع طوائف وملل تنغلق كل فرقة فيه على ذاتها في انتظار ان تطالب باستقلالها الجغرافي والسياسي.
هذه مجرد وجهة نظر احتسبها كلمة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، اردت ان اساهم بها في تصويب سياسات الحكومة من موقعي كمواطن بسيط [ولكن متابع للاحداث ولنبض الشارع]، يريد نجاح بلاده خاصة في هذه الفترة الحرجة والخصوصية لان فشل الحكومة في هذه المرحلة بالذات هو فشل لكل التونسيين وعواقبه ستطال الجميع بدون استثناء. قال عمر الن الخطاب مخاطبا شعبه " احبك الي قلبي من أهدى اليّ عيوبي"
جابر القفصي
باحث في علم الاجتماع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق