Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

و لم لا أنقد حركتي؟


أريد أن أوضح شيئا مهما، الحقيقة أنا أخشى على تونس بالدرجة الأولى و أخشى على النهضة بالدرجة الثانية.. ما يحدث هذه الأيام في عديد المكاتب سواء كان في مكاتب الكبار أو مكاتب الشباب من عدم تنظيم و من لخبطة في تنظيم العمل يخيفني جدا.
لذلك أود أن أوضح للجميع، كمواطن تونسي يغلب علي حب الوطن و لا يمنعني انتمائي السياسي من أن أكون موضوعيا.. بالنسبة للنهضة، صحيح أنها اليوم تحكم، و ذلك نتيجة عوامل عديدة لا يسعني ذكرها كلها، لكني أقول صراحة أن انتخاب أغلبية الشعب للنهضة لم يكن كله موضوعيا بل كان فيه الكثير من العاطفة و لعب الإستقطاب دورا هاما فيه. و أنا شخصيا لولا إعجابي الكبير براشد الغنوشي كمفكر و رمز عالمي و غياب البديل الإسلامي لما انتخبت النهضة. بل أقول أكثر من هذا

أنه في البرنامج الإنتخابي للنهضة حاولت و أنا أقرأه أن أكون موضوعيا إلى أبعد حد، و أقدر حال البلاد و لا أنتظر الكثير، رغم أنني تمنيت أن أجد فيه شيئا مختلفا حقا، و هو ما لم أجده شخصيا.
المهم أعود إلى موضوع ما يحدث في المكاتب، ببساطة أعلم أن العمل معطل جدا إما بسبب تعنت بعض القدامى و هذا بالنسبة لمكاتب الكبار أو عدم كفاءة بعض الجدد من الشباب الذين تسند إليهم في أحيان كثيرة مهام لا يستحقونها، لا لشيء إلا لأنه ابن أخينا فلان أو أختنا علانة..
و في هذين الأمرين خطر عظيم يتهدد النهضة، إذ أن اعتبار الأقدمية في الإلتزام أو في النضال السياسي و سنوات السجن عاملا في القيادة، يعتبر خطأ جوهريا لم يقل به الإسلام و لا علم القيادة.. إذ ليس بالضرورة أن تتقلد منصبا تأمر و تنهى لا لشيء إلا لكونك قد سجنت أكثر من غيرك أو قد عرفت بالتزامك و تقواك.. القيادة هي فن توجية الناس و تحفيزهم للبذل في سبيل هدف ما و هو ما لا يقدر عليه الكثير من القدامى، و الأكيد أن في غيرهم ممن هم في مثل سنهم أو أقل من هو قادر على ذلك بإتقان و إبداع أشد..
كما أن إسهاب الكثير من القدامى في الحديث عن سنوات العمل السري و عن ما كان يحسونها في تلك الأيام و عن ما علمهم ذلك و ما كلفهم، يعتبر خطأ آخر كبيرا فهو يكشف أنه في لاوعي الكثير منهم قد توقف التاريخ سنة 1991 أو قبلها أو بعدها بقليل. و هو أيضا ما يدعو إلى مراجعة تفكير هؤلاء الناس و تنبيههم إلى أننا في عام 2011 الذي ثار فيه الشباب على كل القوالب و كل الثوابت و الكليشيهات.. و إني أدعوهم إلى تدارس هذا بينهم و أدعو من لديه الكفاءة و القدرة على التدخل إلى فعل شيء ما لتغيير عديد القناعات لدى قدامى النهضة.
أما بالنسبة للشباب الذين لا يقدرون أحيانا على التحكم في أنفسهم و يسند لهم مناصب تتيح لهم التحكم في غيرهم من الشباب ممن قد يفوقونهم ثقافة و نباهة و قدرة على التعامل و التوجيه، لا لشيء إلا لأن هذا ابن أخينا فلان و تلك ابنة أختنا علانة، فإني أبشر النهضة للأسف إن لم تتدارك هذا الأمر قريبا بانفضاض الشباب خاصة من حولها.. أقولها و أمضي و أكتفي، فالإشارة أبلغ من البيان أحيانا.
و أخيرا أذكر الجميع بأن قدوتهم محمد عليه الصلاة و السلام الذي أمر خالدا ابن الوليد و هو الذي كان يتعتع في "قل يا أبها الكافرون" و أسامة ابن زيد و هو في السابعة عشر على كبار الصحابة و قدماء المناضلين منهم، و كذا كان أبو بكر الصديق و من بعده عمر و علي و عثمان، رضوان الله عليهم جميعا، و كذا كان كل العباقرة من قادة المسلمين. لذا انتبهي يا نهضة..
ختاما أقول كالعادة اللهم احفظ تونس و قيظ لنا أمر رشد و أعنا على الخير.
آمين. سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق