Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

طارق رمضان: "لا أرى أيّ مؤشر على وجود ربيع عربي"


"الإسلام والصحوة العربية" هو عنوان المؤلف الجديد للدكتور طارق رمضان، المفكر الــسويسري المسلم من أصل مصري، الذي حذّر من أن الاستقطاب الدائم بين العلمانيين والإسلاميين يــخفي المشاكل الحـقيقية التي تؤثر على العــالم العربــي.
الدكتور رمضان، أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة أوكسفورد، زار يوم الأربعاء 16 نوفمبر الجاري نادي الصحافة بجنيف لتقديم كتابه الجديد الذي يتــضمن قراءة نقديـة للانتفاضات التي شهدتها هذا العام بلدان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
ويظل طارق رمضان حذرا في تحليله للاضطرابات التي يعيشها العالم العربي، ويفضل في هذه المرحلة عدم الحديث عن "ثورات" قبل رؤية نشأة بدائل حقيقــية للأنظمة الديكتاتورية التي سقطت في كل من تونس ومصر وليبيا. وقال ضمن هذا السياق: "أفضل استخدام مصطلح انتفاضات بدل ثورات، فأنا لا أرى أي مؤشر على وجود ربيع عربي.
تصريحات المفكر السويسري، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، جاءت بعد يومين من الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس التي جرت يوم 23 أكتوبر الماضي، والتي أكدت الموقف المُهيمن لحزب حركة النهضة الإسلامي المعتدل.
وقد نُظمت تلك الانتخابات بعد تسعة أشهر من إســقاط الرئيس زين
العابدين بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 23 عاما.
حركة النهضة، التي كانت محظورة في عهد بن علي، فازت بـ 89 مقعدا من أصل المقاعد الـ 217 التي يتكون منها المجلس المُنتخب المكلف بـصياغة الدستور الجديد لهذه الديمقراطية الناشئة، وبتعيين حكومة مؤقتة قبل تنظيم انتخابات جديدة تقرر إجراؤها العام القادم.
ولــكن ممثلي الأحزاب العلمانية التونسية أعربوا في مناسبات عديدة عن خشيتهم من استيلاء الإسلاميين على السلطة، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لحمادي جبالي، مرشح حركة النهضة لترأس الحكومة المقبلة، والذي تحدث عن إحياء "الخلافة"، مما أضفى المزيد من التعقيد على المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة جديدة.

استقطاب سطحي

وأمام هذه التوترات، يدعو طارق رمضان إلى وضع حدّ لما يصفه بالاستقطاب السطحي بين العلمانيين والإسلاميين، والذي يعتبره كـ "أحد أكبر الــفخاخ بالنسبة للعالم العربي اليوم".
وشدّد في هذا الصدد على أن العلمانيين يقدمون أنــفسهم كمدافعين عن الديمقراطية لهم آراء دينية ليبرالية، ولكن العديد منهم ينحدر من نخب ميسورة مفصولة عن الواقع، وغالبا ما تكون لها صلة بالأنظمة الديكتاتورية. ونوه من جهة أخرى إلى أن الحركات الإسلامية تدّعي أن لديها شرعية دينية وأن لها اتصال بالشارع، ولكن ذلك ليس صحيحا دائما.
وتابع طارق رمضان قائلا: "ما يزعجني هو أن هذا الاستقطاب يضفي الشرعية على كل طرف من دون أن يؤدي إلى أي نوع من النقد الذاتي"، مضيفا أنه ينبغي الحكم على الأنظمة الجديدة استنادا على البرامج الاجتماعية والاقتصادية التي ستُنفذها، ومشيرا إلى أن "النهضة تقول حاليا "نعم" على كل شيء: حقوق النساء، دولة القانون، ودولة القانون، والتعاون مع صندوق النقد الدولي. لهذا السبب فهي تثير مخاوف الغرب. وينبغي أن نكون متيقظين".

الوضع في سوريا مختلف

وتحظى تحركات النهضة بمتابعة دقيقة في مصر وليبيا حيث كانت مشاركة الإسلاميين محظورة قبل سقوط نظامي مبارك والقذافي، وحيث باتوا يكتسبون تأثيرا متزايدا بعد الانتفاضات التي أجبرت الحاكم على التنحي.
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في مصر يوم 28 نوفمبر الجاري. ويخشى الدكتور طارق رمضان من أن يلتف العسكريــون حول المسار الانتخابي. وأكد بهذا الشأن أن "مصر لا تزال اليوم تحت سلطة الجيش. ولازال يُسجن المدونون، ولازالت المحاكم العسكرية قائمة، كما يتم تأجيل أية محاولات محاكمة أعضاء النظام السابق"، مضيفا أنه نُصــح بعدم زيارة البلد في الوقت الراهن.
وبينما تــُمثل ليبيا - باحتياطاتها النفطية وموقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا – حالة فريدة، يظل وضع سوريا أكثــر تعقيــدا في نظر رمضان الذي يرى أن الأمر "يمس الانقسام بين الشيعة والسنة، والعلاقات مع إيران، والانقسام بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى – والأمور لم تتحرك في سوريا بسبب هذا الوضع المعقد للغاية".
وقد دعت تركيا وجامعة الدول العربية يوم الأربعاء الماضي إلى اتخاذ تدابير طارئة لحماية المدنيين السوريين من العنف الوحشي المسلط من قبل القوات الحكومية، مطالبين بـ "وقف نزيف الدم المستمر في سوريا". كما أكدوا خلال اجتماع عقد بالعاصمة المغربية الرباط أنهم "ضد أي تدخل أجنبي في سوريا".
وجاء التعبير عن هذا الموقف العربي-السوري بعد ورود تقارير أفادت بأن منشقين عن الجيش السوري هاجموا قاعدة عسكرية كبيرة بالقرب من العاصمة دمشق، في أول هجوم من نوعه على منشأة أمنية هامة منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل ثمانية أشهر.
وقال الدكتور طارق رمضان: "أرى في الأفــق نهاية نظام بشار الأسد، ولكن دون أن تكون بالضرورة بداية مسار ديمقراطي. أعتقد أن الأسد سيسقط، ولكن كيف؟ ومن سيخلفه؟ لا أحد (في الغرب) يثق بالمعارضة السورية الحالية".

تأثيرات خارجية

وفي مؤلف "الإسلام والصحوة العربية"، يسلط الدكتور طارق رمضان الضوء على شرارات الانتفاضات العربية التي انطلقت من تونس ثم مصر قبل أن تندلع في بلدان أخرى، وعلى تأثير القوى الأجنبية واستراتيجياتها المتغيرة.
وأوضح أن عددا من النشطاء والمدونين في مصر وتونس وبلدان أخرى في شمال إفريقيا، تلقوا منذ عام 2004 تدريبات على القيام بتحركات غير عنيفة، ودعما ماليا من وزارة الخارجية الأمريكية، مضيفا: "عندما قررت مصر وقف العمل بشبكة الإنترنت في شهر يناير الماضي، زودت شركة "غوغل" (أكبر محرك بحثي في العالم) المدونين في مصر بتفاصيل عبر الأقمار الاصطناعية، ولكنها رفضت القيام بنفس الشيء في سوريا".
ويعتقد المفكر السويسري أن الولايات المتحدة وأوروبا اضطرتا إلى إعادة النظر في استراتيجياتهما أمام أنظمة ديكتاتورية شائخة تتجه أكثر فأكثر نحو الشرق، ونحو بلدان ذات تأثير متزايد مثل الصين، والهند، وإفريقيا الجنوبية، وروسيا، وتركيا.
ويضيف الدكتور طارق رمضان: "لا يجب أن نكون ساذجين أو نسقط في (عقلية) التآمر. أنا أعارض تماما هذا التقييم المثالي لحركة نشأت من لا شيء أو لشبان قرروا الانتفاض ببساطة".


سايمون برادلي - جنيف- swissinfo.ch
(ترجمته من الإنجليزية وعالجته إصلاح بخات)
(المصدر: موقع "سويس إنفو"(سويسرا) بتاريخ 18 نوفمبر 2011)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق