الهاشمي الذي لا يحمد الله، و لا يحب تونس.. أفق يا شعب سيدي بوزيد

كلمة لأبناء جهتي، أنا بوزيدي قح و ابن الجهة، أصلي من منزل بوزيان، و لدت في السند من ولاية قفصة و التي لا تبعد عن بوزيان سوى 17 كم. ربيت في منزل بوزيان إلى حدود السابعة من عمري. أهلي جميعهم يعيشون هناك الآن. شاركت في ثورة 17 ديسمبر منذ يوم ال 20 من ديسمبر في سيدي بوزيد المدينة ثم في منزل بوزيان. أقول يا قومي وز أنا أعرفكم و أحبكم جدا و أعتز بكم و أفخر بأصلي أيما فخر، أقول :"أي نعم نحن صنعنا الثورة، أي نعم نحن من غيرنا التاريخ، أي نعم نحن من مهدنا لكل هذا التغيير المفصلي في تونس و في العالم أجمع، لكن اليوم نحن نقف أمام شعبنا و أمام ضمائرنا و
أمام الله و أمام القانون و أمام صناديق الحق، هذا الرجل، و أقصد الهاشمي الحامدي، هو ابن جهتنا، صحيح لكن هل لأنه ابن جهتنا نتنكر لكل هؤلاء و نقف معه و هو الذي يقف في خانة الخطإ؟

يا شعب سيدي بوزيد العظيم، هذا الرجل استغل عاطفيتكم و صدقكم و أخلاقكم العربية الأصيلة و نخوتكم ليقول كلمة حق أريد بها باطل يستنصركم بها. و لسان حاله يقول :"علي و على أعدائي، و انصر أخاك ظالما أو مظلوما.." يريد بذلك أن يستثير عواطف الإنتماء البريئة و نوازع الجهوية البغيظة التي زرعها السابقون و هاهو اليوم يغذيها و يشعلها.

هذا الرجل كان إسلاميا حوكم فأنقذه إخوته من الإسلاميين و هربوه إلى الجزائر و منها إلى بريطانيا و هو يظهر الود لهم، ما إن وصل هناك و تزوج من جزائرية ثرية حتى تنكر لمن أنقذه من الموت في تونس و سرعان ما ارتمى في أحضان بن علي و انقلب على إخوته الإسلاميين و أصبح ينتقدهم في كل محضر و زمان.

هذا الرجل كان يتلقى تمويلات ضخمة باسم قناته المستقلة من وكالة الإتصال الخارجي المكلفة من نظام بن علي بتزيين صورة النظام.. هذا الرجل قال عن الحلاقة المومس :"أقسم بالله أعلم أن السيدة الفاضلة ليلى بن علي تحرص على صلاة أبناءها كما تحرص على دراستهم!!"، هذا الرجل استمات في الدفاع عن بن علي إلى آخر لحظة و الجميع يعرف ذلك و التاريخ لم ولن ينسى.

أقول له فقط، أين أنت من الدفاع عن أبناء سيدي بوزيد و القصرين من 17 ديسمبر إلى 14 جانفي؟ أين كنت؟ هل كانوا كما تسميهم اليوم أحبتك و إخوتك في الله أم كنت تتنعم بالمال الفاسد الذي يضخه لك المخلوع؟ أين كان كل هذا الإنتماء و الحب لجهتك سيدي بوزيد قبل 14 جانفي؟ أين كان إحساسك بقومك قبل 14 جانفي؟ أي كلمة حق قلت في حق بن علي و الدماء تنزف من أبناء جهتك يوميا و الشهداء بالمئات؟ أين كنت يا منافق؟ أين كنت؟ أريدك أن تجيبني أين كنت؟

أريد من أبناء بلدي و موطني سيدي بوزيد أن يسألوا أنفسهم و أن يتريثوا؟

هل أن برنامجه الذي ثرتم من أجله اليوم حقا قابل للتطبيق؟ 100 مليار شهريا للعاطلين عن العمل منذ 1 نوفمبر؟ و تكاليف النقل

و العلاج المجاني التي تصل أكيد إلى مئات المليارات شهريا و ربما حتى أسبوعيا!

كيف ترضون و أنتم الأذكياء الفطنون أهل الإباء و الرجولة أن يظحك على ذقونكم متلون كذلك المنافق؟ كيف ترضون أن يسخر من عقولكم و هو الذي تأكد اليوم حسب العديد من الشخصيات الحقوقية الصادقة في البلاد و أولها المناضلة الشريفة سهام بن سدرين، ثبت تحالفه مع الخماج من التجمعيين و على رأسهم مهندس فوصى ما بعد 14 جانفي محمد الغرياني...

بالله قولوا لي كيف يستبلهكم هذا الجبان؟ قولوا لي كيف يجعلكم تثورون على الشرعية و القانون و الأخلاق و المواثيق و الشرف و هو الذي لم يحترم القانون في أبسط قواعده و لم يتقيد به يوما!!!

رجاء يا إخوتي، و الله إني لأتألم ألما كبيرا حين أرى ما أرى و أسمع ما أسمع من أحداث يبدو أنها بصدد الإنتشار في سيدي بوزيد الحبيبة.. رجاء لا تصدقوه فهو كذاب كذاب كذاب، و اذكروا أن الثورة لم تبدأ إلا الآن بقطف أول ثمارها، و أن الصندوق قال كلمته 

و أن القانون هو الفيصل و أن احترامنا لأنفسنا و للآخرين يقتضي أن لا نكون في صف الظالم الشيطان الذي يلبس ثوب ملاك و إن كان ابن عمومتنا و إن كان يدعي حبنا، فنحن أكبر من ذلك و أرقى و أعمق و أشد ذكاء من أن يسخر منا الأدعياء و المنافقون 

و السفهاء و التفه من القوم..

لا أقول إلا :"عاشت تونس الحرة.. يسقط المنافقون و الساخرون من تضحيات الشعب و الراكبون على مآسي الناس و فقرهم.. اللهم استر تونس و احفظها و احفظ سيدي بوزيد الحبيبة أرض الرجال و الرجولة و أرض الذكاء و العلم.." و السلام عليكم 

و رحمة الله و بركاته