Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

النهضة و باب سويقة و بن علي و الإسلام و تونس


النهضة لم تحتكر يوما الحديث باسم الإسلام، و لم تدع يوما أنها الناطق الرسمي باسمه. النهضة حزب سياسي ذو مرجعيةإسلامية، لذا فيجب وضع الفروق بين النهضة و الإسلام. غير أن القضية هنل ليست في الفرق بين النهضة و الإسلام، بل بالعكس في العلاقة بين النهضة و الإسلام. المشكلة اليوم أن 99% ممن يعارضون النهضة هم بالأساس من معارضي الفكر الإسلامي بصفة عامة. و لا يخفى على التونسي البسيط أنه لا يجاهر بعداء النهضة كل هذا العداء إلا من كان ضد المشروع الإسلامي بصفة عامة، و مشروع النهضة بصفة خاصة.. فالمشروع الإسلامي لا يزال للأسف مغيبا عند الكثيرين من أبناء شعبنا الذين يرون في الإسلام و مشروعه من وراءه كذاك الذي تبشر به النهضة، يرون فيه تقييدا للحريات و ضربا لمكاسب الحداثة من تعليم و حرية فكرية و ثقافية و انفتاح على الآخر و ما إلى ذلك مما يعتبر مكاسب لا يرضى أي مواطن تونسي مسلم غيور بالتخلي عنها. و هو إذ يتهم النهضة مثل هذا الإتهام فإنه يرمي بريئا بذنب لم يرتكبه و لم يدعه
يوما. و دليل ذلك الكثير من أبناء شعبنا الذين غيروا نظرتهم للنهضة بعد ما تثبتوا في خطابها و مشروعها و فعلها على أرض الواقع. أما إن كان حكما على النوايا فإنه لا فائدة من الإجابة لأنه ليس من حق أي كان أن يحكم على نية شخص ما أو مؤسسة ما أو تنظيم ما ما لم تثبت تلك النية بالأفعال، و حتى الله سبحانه و تعالى لا يحكم إلا على النوايا التي ثبتت بالأفعال. أفيكون البشر أحق بالحكم على النوايا من الله؟ و بالتالي فهو مدعى باطل زائل و لا طائل حتى من نقاشه لأنه غير منطقي و غير ذو معنى و هو أدعى أن يكون حجة على مدعيه قبل أن يكون حجة على المتهم به. أما إن كان التخويف من النهضة بناء على ما يسمى بحادثة باب سويقة فإني أورد هنا ردا أعتبره الحل و القول الفصل في هذا الموضوع. أولا يعلم الجميع أن نظام بن علي لم يتوان يوما بأوامر من قياداته أو بدونها عن تشويه سمعة الإسلاميين بل و حتى كل من ينصرهم مجرد النصرة بالقول ربما أو حتى بالتعاطف القلبي، ناهيك عمن يفعل. و يعلم الجميع أيضا أن الصيغة الأساسية لمثل هذا التشويه هي الإشاعات و الإدعاء بالباطل التي عرف بها النظام السابق، و كذا حال كل الأنظمة الدكتاتورية و لا يصدقهم من الشعب إلا من غابت عنه الحقيقة إما لأنه لم يعايشها كحال أغلب الشباب اليوم و إما لأنه بسيط العقل صدق حبائل أكاذيب و أراجيف المدعين بالباطل من المستكرشين من عملاء الأنظمة المستبدة و قوادتهم. و هو ما يجعلني أقول إن 99،9999999% مما اتهم به الإسلاميون في تونس هو محض افتراء و لا يعدو أن يكون إشاعات مغرضة هدفها تشويه سمعة الإسلاميين. غير أن ما خفي في هذا كله و هو الأدهى و الأمر هو أن الحرب على الإسلاميين كخصوم سياسيين تحولت شيئا فشيئا إلى حرب معلنة و غير معلنة على الإسلام كدين في هذه الأرض التي ما اشتهرت حضاريا إلا بمنارة الدين في المغرب الإسلامي : جامعة الزيتونة. و قد تجلت هذه الحرب في أبشع صورها في ما سمي بسياسة تجفيف المنابع و قد طالت في أقسى مظاهرها المنبع الأساسي للفكر الإسلامي بصفة عامة و السياسي بصفة خاصة، أقول طالت المنبع ألا و هو الإسلام كدين فشوهت بذلك صورة الدين و صورة المتدينين و إن لم يكونوا من ذوي الميولات السياسية، و شوهت تعاليم الدين حتى اختزلت في المناهج التعليمية في قيمة التكافل الإجتماعي التي علمونا في معاهد بن علي أن أرقى مظاهر تطبيقها كقيمة إسلامية هو صندوق التضامن 26-26!!! و لعل الحديث في هذا الموضوع يطول لأعود الآن إلى حادثة باب سويقة، و إن اعترف الأمين العام بإمكانية أن يكون من نفذها شاب أو اثنان من مناصري النهضة أو حتى المنتمين إليها و إن يكن الإنتماء في ذلك الوقت غير تنظيميا و لا هيكليا باعتبار النهضة كانت في ذلك الوقت تنظيما أهليا غير ذي هياكل واضحة معروفة و لا يمكن أحيانا حتى معرفة القيادة و لا من هو المسؤول عن ماذا، و هو حال أغلب التنظيمات السرية أو الأهلية في العالم، و بالتالي فتحديد المسؤوليات يصبح صعبا جدا، غير أنه يبقى أن مسؤولية تلك الأفعال تقف عند من نفذ دون القيادة، و هو ما أكده الأمين العام إذ ينفي حتى فيما يسمونه اعترافا أن يكون في الأمر تدبير قيادي.. فهل يمكن مثلا اليوم أن نحمل حزبا ما تصرف شاب أو اثنين أو حتى عشرة ممن ينتمون إلى الجزب، بينما هو قرار فردي لا يمت للقيادة بصلة؟ و من ثم نحكم على هذا الحزب برمته بالشيطنة و التخوين و الإرهاب، و نحول من ذلك الفعل فزاعة نلقي بها أمام كل من يستفسر عنه أو عن مبادئه؟ طبعا مستحيل، بل و من يقوم بهذا الفعل حتى مازحا فإنه يتحمل مسؤولية أخلاقية و قانونية بحق المدعى عليه! و بالتالي فهذا الموضوع أيضا هو من الحجج الواهية جدا بل و أقول أيضا أنه حجة على من يأتي به، لا على من يتهم به. و أقول ختاما لكل مدع رجاء حكم عقلك و خاف ربي في أعراض الناس و تثبت فإنك إن لم تتثبت أصبت قوما بجهالة، و أصبت إثما لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " و لقوله أيضا في نفس السورة (سورة الحجرات التي سميت أيضا بسورة الأخلاق : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ". و للحديث بقية إن شاء الله.. و السلام عليكم و رحمة الله :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق