Menu

مرحبا بكم في موقع إذاعة فـــراتــلــوس نت على شبكة الإنترنت الإذاعة الحرة الواعية إسلامية تونسية مستقلة نتظر تفاعلاتكم و نبدأ قريبا بنشر آخر مقالات الأستاذ جابر القفصي إضافة إلى آخر تحديثات الأخبار التونسية، العربية و العالمية فـــراتــلوس نــــت مباشرة نحو الإعلام البديل

سنة 2012 والتحديات المطروحة

جابر القفصي

لئن كانت سنة 2011 هي سنة الثورة والتحضير للانتخابات وتركيز المؤسسات الثلاث المنتخبة واقصد بها المجلس التأسيسي ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ، فإن سنة 2012 يجب ان تكون سنة الخروج من الفوضى الثورية والشعبوية والتاسيس لنمط جديد في الحكم يعتمد على القرب من الفئات الاجتماعية المختلفة وخاصة الضعيفة ومن الجهات وتشريك الناس في تصور البرامج واتخاذ القرار وترتيب الاولويات وتطهير المنظومة الامنية والقضائية والاعلامية وتدشين طريق الاصلاح الهيكلي في جميع القطاعات من خلال مؤتمرات جماهيرية واستشارات وطنية موسعة ومعمقة تفرز برامج مركزة ومواتية وغير مسقطة تتماشى وطبيعة المرحلة وامكانيات البلاد وانتظارات المواطنين. هذه هي الديمقراطية التشاركية التي تعتمد سياسة القرب والثقة في المبادرات المحلية والجهوية وتصيد الكفاءات والافكار الجديدة المثمرة بحيث تنبع القرارات من تحت ولا تكون مسقطة من فوق وتعيد الثقة في الدولة وفي الحكم وفي السياسيين وتنهي تلك الهوة والقطيعة بين الدولة والمجتمع. هذا من الناحية السياسية.

اما من الناحية الاقتصادية فاننا مطالبون بالبحث عن منوال جديد في التنمية يقلص من الفارق بيم الجهات والفئات الاجتماعية ويعيد الاعتبار للقطاع العمومي وينحو نحو مزيد من العدالة الاجتماعية الحقيقية التي تضع حدا لهذه الظاهرة العالمية التي افرزتها الرأسمالية المتوحشة حيث الاغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا.
ان مثل هذا التمشي باتجاه ما اصبح يعرف بالحكم الرشيد هو الذي سيعيد ثقة المجتمع بالدولة وسيحث الجميع على الانخراط في العملية التنموية التي سيتمتع الجميع بثمارها. وهذا يتطلب مجهودا جماعيا من الاعلام والمساجد والامن والمدارس والنقابات والجمعيات... انه احساس جديد بالانتماء وبالغيرة على هذا الوطن ووعي جديد وتحمل جماعي لمسؤولية النهوض به الى مستوى متقدم فعلا لا قولا فقط. وبهذا المعنى تكون الثورة حقا منعرجا تاريخيا حاسما ونقلة نوعية في حياة هذا الشعب الابي نحو الازدهار والبناء الحضاري.

وتحقيق كل الاحلام التي حلم بها الجيل السابق ولم يراها مثل الديمقراطية والتنمية والوحدة العربية والتقدم العلمي والتكنولوجي.
باسم هذا المشروع وهذا التصور للمستقبل يحق لنا جميعا ان نطالب بهدنة لا تقل عن ستة اشهرواعطاء هامش من الثقة والوقت وحسن الظن وايقاف كل ما هو اعتصامات واضرابات وتعطيل للمرافق العامة حتى نوفر الفرصة للانطلاقة الايجابية صحيحة وغير متعثرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق